كشف مصدر إعلامي جزائري عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان إلى الجزائر يومي 4 و5 حزيران/ يونيو القادم، وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها مند توليه هذا المنصب، وتأتي بعد توالي زيارات لعديد المسؤولين ورجال الأعمال الأتراك، على رأسهم وزير الخارجية التركي داود أغلو الذي زار الجزائر نهاية السنة الماضية، وكذا ووزير الطاقة التركي تانر يلدز الذي زارها بداية السنة الحالية. وستسعى هذه الزيارة إلى إعادة بعث العلاقات بين الجزائر وتركيا، خاصة ما تعلق بالجانب الاقتصادي والسياسي، وهي العلاقات التي عرفت تطوراً نوعياً خلال الفترة الأخيرة، بعد توالي زيارات لمسؤولين أتراك إلى الجزائر، وقالت نفس المصادر أنّ أردوغان سيكون مرفقاً بأربعة وزراء يمثلون مختلف القطاعات التي تدخل في أجندة هذه الزيارة، بالإضافة إلى 200 شخص من رجال المال والأعمال،  كما ستكون الزيارة فرصة لعقد لقاءات مع عديد المسؤولين الجزائريين على رأسهم الوزير الأول عبد المالك سلال، وسيتم توقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في عديد المجالات. وستكون زيارة أردوعان إلى الجزائر مناسبة لتدشين مصنع الحديد والصلب،  والذي يعد من أكبر الاستثمارات لتركيا في الخارج، الأكبر من نوعه، اذ تبلغ تكلفته ما يفوق 11.3 مليار دينار جزائرئ، أي ما يقارب 500 مليون دولار، وبقدرة إنتاج تصل إلى مليون و25 ألف طن سنوياً من الصفائح المعدنية وأسلاك الحديد، وهو مصنع "توزيالي" لصناعة الحديد والصلب الجزائر الكائن بولاية وهران غرب الجزائر، و التي سيزورها رئيس الوزراء التركي في اليوم الثاني من الزيارة، وهو المشروع الذي يسمح حسب وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار شريف رحماني، بتقليص فاتورة استيراد تلك المنتجات في الجزائر بنسبة 40 بالمائة، وسيسمح هذا المشروع برفع حجم التبادل التجاري الجزائري-التركي إلى أكثر من 10 ملايين دولار في المستقبل. وتشير أرقام رسمية صادرة عن الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار، أن عدد الشركات التركية العاملة في الجزائر بلغ 200 شركة بنهاية العام 2012، بإجمالي استثمارات مباشرة تضاعفت من 500 مليون دولار في عام 2001 إلى مليار دولار بنهاية العام الماضي 2012. ومن المتوقع أن تتناول المحادثات التي سيجريها أردوغان مع نظيره الجزائري قضية شمال مالي، وكذلك دعم موقف الجزائر ومقاربتها السياسية الشاملة في معالجة مختلف القضايا خاصة تلك التي تتعلق بالإرهاب داخلياً وإقليميا، خاصة أن الجزائر وتركيا يتقاسمان مواقف مشتركة تجاه الملفات الدولية الراهنة.