الرئيس السوداني "عمر البشير"

أكد الرئيس السوداني عمر البشير، إنه لن يكون هناك حوار مجددا بعد انتهاء الحوار الوطني الذي وصل مراحله النهائية، معلنا رفض حكومته منح الحركة الشعبية (قطاع الشمال) حكما ذاتيا بالمنطقتين "جنوب كردفان والنيل الأزرق"، وقوة مسلحة، مشيرا لإمكانية التوافق معهم على مناصب بالسلطة وإخضاع قواتهم لترتيبات أمنية.

وأكد البشير - خلال كلمته أمام أعمال مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان مساء اليوم الجمعة - أن الممانعين والرافضين للحوار سواء أكانوا بالداخل أو الخارج، قد عزلوا أنفسهم عن خيار أهل السودان، مبينا أن الحرية لهم في رؤيتهم.

وتعهد الرئيس السوداني، بتنفيذ توصيات ومخرجات الحوار الوطني كافة بعد إجازتها من قبل الجمعية العمومية المقرر عقدها الأيام المقبلة، نافيا-في هذا الصدد- وجود أي تدخلات أو فرض وصاية على اللجان والتوصيات، معتبرا الحوار أكبر حدث سياسي واجتماعي يشهده السودان في تاريخه.

وحث البشير، على ضرورة تسويق مخرجات وتوصيات الحوار الوطني بالداخل والخارج، وإطلاع الرأي العام عليها للوقوف على حقيقة المداولات والنقاشات التي جرت بين القوى السياسية التي تحاورت داخل القاعات.

وقال لرئيس البشير أن السودان يشهد استقرارا أمنيا واسعا خاصة على مستوى دارفور، عقب دحر قوات التمرد التي أصبحت قوة مرتزقة تقاتل بالجنوب وليبيا، وأشاد بجهود الشرطة السودانية في تأمين وتوفير الأمن، فضلا عن فك طلاسم أعقد الجرائم بفضل التطور في الأجهزة والمعدات والتأهيل والتدريب.

وأوضح أن دارفور حاليا تخلو من التمرد والحركات المسلحة، مبينا أن جنوب كردفان والنيل الأزرق ما زالت بها جيوب لمتمردي الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، مشيرا إلى مطالبات قادة قطاع الشمال بالحكم الذاتي للمنطقتين، وفترة انتقالية على غرار اتفاق "نيفاشا، ونوه البشير-في هذا الشأن- إلى إمكانية التفاوض على مناصب بالسلطة وإصدار عفو عام وترتيبات أمنية لإدماج القوات.

وأبدى الرئيس البشير، إعجابه بالنجاح الذي تحقق خلال المرحلة الأولى لاستفتاء دارفور من خلال وصول عدد المسجلين إلى أكثر من 5ر3 ملايين ناخب، وقال "إنهم خططوا للوصول إلى 3 ملايين"، نافيا وجود أي مقاطعة لعمليات التسجيل.

وحث البشير، قيادات الدولة والحزب على التوجه إلى ولايات دارفور لإنجاح مرحلة التصويت، معلنا عن زيارات مرتقبة سيقوم بها إلى ولايات دارفور للوقوف على العمل في الاستفتاء، مؤكدا أنه إداري فقط ولا يمهد لأي انفصال كما يروج البعض.

واتهم البشير جهات -لم يسمها- بالتسويق لانفصال دارفور واتهام الحكومة بالسعي لذلك، مشيرا إلى أن الخيار في الاستفتاء لأهل دارفور وحدهم وليس سواهم، وأعلن أن دارفور آمنة ومستقرة ولن يكون بها مفاوضات مرة أخرى، وقال "نريد إغلاق ملف دارفور نهائيا".

ونوه الرئيس السوداني، إلى أهمية لفت النظر إلى مشروعات التنمية والإعمار التي تم تنفيذها بدارفور رغم الحرب، وتكلفة الإنشاءات العالية التي تُفرض من قبل الشركات بالنظر إلى الأوضاع الأمنية التي لم تكن مستقرة .

إلى ذلك وجه الرئيس السوداني، انتقادات قاسية إلى الإعلام المحلي، وقال "إن الإعلام وخاصة الصحف اليومية تنقل صورة سالبة عن السودان وتتسبب في إحباط الشعب السوداني، مع تعمدها نقل أخبار الحوادث والجرائم ما رسخ مفهوما لدى البعض بأن الخرطوم مدينة إجرام" .

وأشار إلى أن العديد من السفراء خاصة من الغربيين يبكون مرتين خلال تكليفهم بالعمل في الخرطوم بسبب أنهم عند قدومهم تكون لديهم صورة سالبة عن السودان والخرطوم، وعندما يودعون يبكون من أجل سماحة وطيبة أهل السودان ومدى الأمن والاستقرار.

وشدد على أهمية وجود إعلام وطني ومسئول يدرك حجم التحديات التي تحدق بالبلاد، مشيرا إلى وجود هجمة من المستثمرين وتدفق رؤوس أموالهم على أرض السودان، ما يتطلب إبراز الوجه المشرق عن السودان ومدى وجود الأمن والاستقرار.