مقتدى الصدر خلال الاعتصام في المنطقة الخضراء

صعد الزعيم الشيعي رجل الدين مقتدى الصدر تحركه ضد رئيس الوزراء العراقي من اجل تحقيق اصلاحات سياسية، ودخل الاحد المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والتي تضم مقري الحكومة والبرلمان، حيث اعتصم مع عدد من القريبين منه.واظهر البث المباشر لقنوات تلفزيونية قول الصدر لالاف المعتصمين امام ابواب المنطقة الخضراء "سادخل الخضراء بمفردي واعتصم داخل الخضراء وانتم تعتصمون على ابوابها"، وتابع مخاطبا الحضور "لا تبارحوا المكان" قبل ان يتوجه الى داخل المنطقة.

وتاتي خطوة الصدر بعد انتهاء مهلة 45 يوما كان حددها لرئيس الوزراء حيدر العبادي مطالبا بتغيير الوزراء التابعين للاحزاب السياسية المهيمنة على الحكم واستبدالهم باخرين تكنوقراط.واضاف ان من يقيمون في المنطقة الخضراء "راهنوا على ان لا فقر في العراق (في حين) راهنت على ان الشعب في حاجة وفقر، وراهنوا على عدم وجود الفساد وراهنت على وجود الفساد، وراهنوا على عدم انضباطكم وتنظيمكم، وراهنت انكم مطيعون ومنظمون".

واكد ان "مشروع الاصلاح مهم جدا، رفعنا راية الاصلاح السياسي والحكومي واطلب منكم الاستمرار على هذا المشروع".وتوجه الصدر بعدها مع مجموعة قليلة من مرافقيه الى بوابة الخضراء حيث استقبله جنود وضباط كبار قام عدد منهم بتقبيل يده من دون ان يعترض احد طريقه.

وجلس الصدر خلف جدار الخضراء الاسمنتي ونصب مرافقوه خيمة خضراء ستكون مكان اعتصامه.ونقل تلفزيون الطيف التابع له مشاهد تظهر دخوله المنطقة الخضراء ونصب الخيمة وجلوسه داخلها الى جانب مجموعة من رجال الدين المقربين منه.طلب الصدر من انصاره خارج اسوار الخضراء عدم الصراخ والهتاف لعدم ازعاج سكان المنطقة المجاورة.

وشدد على وجوب عدم الاساءة الى قوات الامن وقال "من يسيء الى قوات الامن يسيء الي شخصيا".وتفرض قوات الامن اجراءات مشددة حول اسوار المنطقة الخضراء التي تضم مقري الحكومة والبرلمان وعددا من مقار البعثات الاجنبية وابرزها سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا.

ورغم الدعم الذي يحظى به رئيس الوزراء العراقي من المرجعية الشيعية والتأييد الشعبي الا انه يواجه صعوبات كبيرة في اجراء اصلاحات سياسية ملموسة.وشكا العبادي الذي ينتمي الى حزب الدعوة الذي يحكم البلاد منذ عام 2005 من شركائه السياسيين محملا اياهم مسؤولية عرقلة اجراء الاصلاحات خوفا من فقدان الامتيازات.

وراى المحلل السياسي عصام الفيلي ان تحرك الصدر غير المسبوق "ياتي في اطار الضغط المتواصل لاحراج الحكومة".وقال الفيلي "العراق مقدم على تغيير جذري من خلال اصرار الصدر ونزوله الى الساحة امام اتباعه (...) الصدر يريد ان يقود التغيير في اطار السياسة بما يخدم المصلحة العامة".

وعن موقف العبادي من هذه الخطوة، اوضح ان "رئيس الوزراء يتعاطف مع هذه الاوضاع لانه يريد ان يتحرر من الكتل السياسية التي تنادي بالاصلاح ولكنها لا تقوم به".وتهيمن الاحزاب الكبيرة على السلطة من خلال المحاصصة السياسية وتتقاسم الامتيازات، وقد تقاسمت جميع المناصب العليا في الدولة، الامر الذي ابعد الكفاءات.

ويسعى الصدر الى انهاء هذه الحقبة عبر الدعوة الى تظاهرات واعتصامات بهدف ابعاد الاحزاب الكبيرة من الحكم واستبدالها بتكنوقراط. كما يطالب بفتح ملفات الفساد المالي في العراق بعدما تمكن العديد من المتهمين بالفساد من مغادرة البلاد بدون محاسبة.ويحظى الصدر بتاييد شعبي واسع وخصوصا بين الطبقات الفقيرة التي تشكل الغالبية. وساهمت الحركة الاحتجاجية التي يقودها منذ اسابيع في تنامي هذه الشعبية.