سيّدة الصّبر سميرة البرغوثي جُنت مرتين

ظنّ أهل كوبر أن سميرة البرغوثي جنّت، لمّا وجدوها تحادث صورا معلقة على جدران منزلها، كيف لا ولم يبق حولها من يؤنس وحدتها، فزوجها فخري في السجن، وكذلك نجليها شادي وهادي.

كانت تعاتبهم، "لماذا تركتوني وحيدة، ومن سيعينني على هذه الحياة الصعبةإ ألا تعلمون أنني أخشى الوحدة؟".

عاشت سميرة "أم شادي" ثلاث سنوات ونصفا بلا ظهر، لم تجد من تتكئ عليه، لا أحد تحكي له وليس هناك من تبث له همها، سوى مناجاة نُسخٍ مؤطرة لوجوه رجالها الثلاثة.

"صعبة صعبة، لم ترق تضحيتي لمستوى عائلات الشهداء، ولكنني أقوم على ألم وأمسي عليه". تقول البرغوثي.

"يقضي فخري حكما بالسجن المؤبد، وشادي نجلي الأكبر حكم 27 عاما، وهادي دخل المعتقل، كلهم في السجن دفعة واحدة. ماذا لسيدة مثلي أن تفعل وحيدة بين أربعة جدران؟".

حرص أقرباء البرغوثي على فتح منازلهم لها، وتنقلت بين بيوت عائلتها، وحماها، وأسلافها، كلهم كانوا يدركون حالة الوحدة التي تعيشها، وكذلك معنى بقاء سيدة وحيدة، فحرصوا على إيوائها.

أن تتخذ مكانا للعيش مع أبنائك حتى لو في منزل أحد أقربائك ليس مريحا، كانت هي وأبناؤها يمارسون طقوس الحياة اليومية في غرفة واحدة تستخدم لكل الأغراض.

"ابناي حين كبرا كانت إحدى أمانيهم أن يستقبلا أصدقاءهما داخل غرفة ضيوف، في الشتاء لا زوار وفي الصيف نستقبلهم على سطح المنزل"، تقول البرغوثي.