عدد من الفنانين العالميين

تبرع عدد من الفنانين العالميين بأعمال فنية لهم لصالح حملة "1/11" العالمية التي جرى إطلاقها هذا العام بالتعاون بين مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا "روتا" ومؤسسة نادي برشلونة لكرة القدم ومنظمة اليونيسف لتوفير التعليم للأطفال المهمّشين في بنجلاديش وإندونيسيا ونيبال، مع التخطيط لتوسيع الحملة لتشمل بلداناً أخرى في المستقبل.

وذكر بيان صحفي صادر اليوم عن إدارة الحملة في قطر أن هذا التبرع جاء في مزاد خيري استضافته دار "سوثبي" للمزادات بلندن بالتنسيق مع قسم الفن العام بمتاحف قطر وبلغت عائداته 15 مليون ريال قطري ستخصص جميعها لمساعدة مجموعة من أكثر الأطفال تهميشاً وعرضةً للخطر في العالم، وذلك في إطار دعم أهداف حملة "1/11" العالمية التي جرى إطلاقها مطلع العام الجاري.

حضر المزاد السيد عيسى المناعي المدير التنفيذي لـ "روتا" عضو مؤسسة قطر، وممثلون عن مؤسسة نادي برشلونة لكرة القدم ومنظمة اليونيسف، كما حضر سعادة السيد يوسف بن علي الخاطر سفير دولة قطر لدى المملكة المتحدة، وممثلون عن متاحف قطر.

ضم المزاد أعمالاً فنية أبدعها 18 فناناً عالمياً مرموقاً، من بينهم الفنان القطري يوسف أحمد الذي تم بيع لوحته الفنية غير المعنونة مقابل 125.000 ريال قطري، إلى جانب عدد آخر من الفنانين العالميين الذين سخّروا موهبتهم وتبرعوا بأوقاتهم وأعمالهم الفنية دعماً للحملة من أمثال تاكاشي موركامي ودميان هيرست وجيف كونز وريتشارد سيرا ولوك تويمانز، فضلاً عن الفنانين المنتمين للشرق الأوسط كإيتيل عدنان وشيرين نشأت والفنان التونسي فوزي الخليفي الشهير بلقب "السيد" ووائل شوقي وجميعهم تربطهم علاقات تعاون مع متاحف قطر.

وتعليقاً على هذا الحدث، قال السيد عيسى المناعي المدير التنفيذي لروتا "نشعر بسعادة بالغة حيال حجم الأموال التي تم جمعها في المزاد لدعم الحملة، فنحن في حاجة ماسة لهذه الأموال لمساعدة الأطفال وتمكينهم من إطلاق قدراتهم، حيث يوجد حالياً طفل من بين كل 11 طفلاً غير ملتحق بالمدارس ومحروم من بدء حياته بالطريقة التي يستحقها، لذا نسعى لاستخدام الأموال التي سنجمعها من خلال الحملة لإحداث فارق إيجابي كبير في حياة هؤلاء الأطفال المحرومين من التعليم".
 
وأضاف "تحظى "روتا" بسمعة طيبة في أنحاء آسيا على مستوى تقديم الدعم الفني والمالي لقطاع التعليم في أكثر المجتمعات تهميشاً في القارة الآسيوية، وقد جاءت حملة 1/11 تجسيداً لرؤية المؤسسة المتمثلة في إيجاد عالم يحظى فيه جميع الأطفال والشباب بالتعليم والتدريب الجيد الذي يمكنهم من إطلاق قدراتهم، ومن ثم نبدي خالص شكرنا وامتنانا لهذا العطاء السخي والدعم الكبير الذي قدمه المشترون والفنانون في مزاد هذا العام"، لافتا إلى أن هذا المزاد هو مجرد بداية لحملة تبرعات واسعة، ونأمل أن نجمع من خلالها المزيد من التبرعات العامة التي تساعدنا في سد هذه الفجوات التعليمية وتمنح كل طفل حقه في حياة كريمة".
 
واشتمل المزاد على العديد من الأعمال التي صُمّمت خصيصاً لأجله، ومن بين تلك الأعمال لوحتين قام بتصميمها الفنان دميان هيرست والفنان موركامي لنجم كرة القدم ليونيل ميسي لاعب نادي برشلونة وسفير النوايا الحسنة باليونيسف ورئيس مؤسسة ليونيل ميسي، وبعيداً عن الأعمال الفنية، فقد أتاح المزاد أيضاً أمام المشاركين فيه فرصة للتنافس من أجل الفوز بتجربتين فريدتين مع نادي برشلونة لكرة القدم.
    
أما الفنان تاكاشي موركامي، الذي قام بتصميم شعار الحملة وتبرع للمزاد بكرة قدم مزخرفة برسومات وردية تحمل توقيعه وتوقيع ميسي، فعلّق قائلاً: "سعيد للغاية بدعمي لحملة (1/11) من خلال تبرعي بأعمال فنية للمزاد وتصميم شعار الحملة العالمي، لأن ريع هذا المزاد سيخصص لمساعدة مجموعة من أكثر الأطفال تهميشاً وعرضةً للخطر في العالم، ومن شأن هذه الحملة أن تكون مصدر إلهام للعالم بأسره تجعله يدرك بأن دمج الرياضة واللعب في التعليم يمثل حافزاً لإطلاق قدرات الأطفال".
 
يذكر أن سبب تدشين هذه الحملة العالمية هو وجود طفل من بين كل 11 طفلاً في سن التعليم الأساسي على مستوى العالم، أي 58 مليون طفل من إجمالي 650 مليونا، غير ملتحق بالمدارس، ومعظمهم من أكثر الأطفال تهميشاً وعرضةً للخطر، أطفال يعيشون في مناطق مزقتها الصراعات، وأطفال يئنون تحت وطأة فقر شديد، وآخرون من ذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم ممن ينتمون لمجتمعات أصلية في بلدانهم.

وبالإضافة لذلك، لا توجد برامج رياضية في العديد من مدارس تلك البلدان، رغم ما أوضحته الدراسات بأهمية دمج الرياضة في المناهج الدراسية نظراً لما قد تمثله من مصدر إلهام للأطفال يحثهم على الذهاب إلى المدرسة والبقاء فيها وتعزيز لياقتهم البدنية وتحسين درجاتهم الدراسية.
 
ويدعم حملة 1/11 كل من ميسي وسيرينا وليامز بطلة التنس العالمية وسفيرة النوايا الحسنة بمنظمة اليونيسف، حيث شارك كلاهما الشهر الماضي في إطلاق الفيلم الدعائي للحملة 1in 1 1" وتحدي "استعراض مهارات الكرة"، وهو التحدي الذي يختبر قدرات المشاركين على رفع الكرة في الهواء 11 مرة على الأقل، كما وجه كلاهما الدعوة لمحبّيهما من أجل التبرع للحملة والمشاركة في التحدي ونشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى موقع الحملة: www.1in11.org .

وفيما يتعلق بكيفية استخدام أموال التبرعات، فستخصص جميعها لمساعدة مجموعة من أكثر الأطفال تهميشاً وحرماناً في ثلاثة بلدان كمرحلة أولية وهي إندونيسيا وبنجلاديش ونيبال، حيث تحظى "روتا" واليونيسف بخبرات واسعة وقدرات كبيرة في تنفيذ برامج تعليمية بهذه البلدان، ففي إندونيسيا، ستدعم الحملة عدداً من المدارس في 6 مقاطعات بهدف تعزيز قدراتها لخدمة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وفي نيبال، تعاونت منظمة اليونيسف مع الحكومة في تحديد 10 مقاطعات ذات أولوية لتقدم الحملة في مدارسها برامج رياضية تشمل الأطفال وحتى طلاب المرحلة الثانوية، وفي بنجلاديش، ستركز الحملة على الوصول للطلاب غير الملتحقين بالمدارس.