عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية الحفاظ على البتراء ومكانتها العالمية كإرث تاريخي، من خلال التعاون مع جميع الجهات المحلية والدولية، خصوصا منظمة اليونيسكو العالمية.

وشدد جلالته، خلال افتتاحه، اليوم الخميس، مركز زوار مدينة البتراء في محافظة معان ولقائه رئيس وأعضاء مفوضية سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي، على ضرورة معالجة المشاكل البيئية ومواكبة النمو السكاني والسياحي في منطقة البتراء عبر التخطيط السليم.

كما شدد جلالته على أهمية الشراكة بين المجتمع المحلي ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص لتحقيق التنمية المستدامة، التي توفر الخدمات السياحية وفرص العمل لأبناء وبنات منطقة إقليم البتراء.

وأكد جلالته على أن أية مشاريع مستقبلية أو إجراءات تتعلق بالمحمية الأثرية والمخطط التنموي لها، يجب أن تتم بالتنسيق والتشارك مع منظمة اليونسكو والمنظمات العالمية المعنية، على أن تاخذ بعين الاعتبار دراسات الأثر البيئي، للحفاظ على المكانة التاريخية العالمية للبتراء وما تحتويه من إرث حضاري لا يقدر بثمن.

واستمع جلالته، خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، إلى إيجاز من رئيس مفوضي سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي الدكتور محمد النوافلة، أشار فيه إلى أن توجه السلطة لتنفيذ مشاريع استثمارية تهدف إلى تحويل الإقليم لوجهة سياحية ترتقي بالمستوى والسمعة العالمية للبتراء.

وبين النوافلة أن السلطة تعمل على تطوير وتنويع المنتج السياحي، بما يسهم في التغلب على التحديات التي يواجهها قطاع السياحة في البتراء، حيث تم إحالة عطاءين تضمنا إعداد مشاريع سياحية، وخارطة استثمارية للواء.

ولفت الى أن أبرز المشروعات السياحية التي تنوي السلطة طرحها خلال الفترة المقبلة إنشاء قصر للمؤتمرات، وتلفريك، وحديقة العجائب، وميدان فروسية وبانوراما البتراء، كفرص استثمارية.

وتم خلال اللقاء عرض فيلم حول المشاريع التي تسعى السلطة لتنفيذها في إطار الخارطة الاستثمارية، في قطاعات السياحة والخدمات والبنية التحتية، إضافة إلى تشغيل مشروع وسائل نقل كهربائية صديقة للبيئة تسهل زيارة أصحاب الاحتياجات الخاصة وكبار السن للمدينة.

وعن الرؤية المستقبلية لعمل السلطة، عرض النوافلة ما تم إنجازه بمشاركة اليونسكو للمحافظة على الموقع الأثري وحمايته، عبر تصويب الملاحظات الواردة من مركز التراث العالمي ورفعها في تقرير تم قبوله من اليونسكو في الجلسة السنوية للمركز.

وشملت هذه الملاحظات ترسيم حدود المحمية، وتحديد نطاق عازل لحمايتها من أي امتداد عمراني، ووضع خطة لحماية وصيانة المعالم الأثرية، وقيد الإنجاز خطة إدارة الموقع، وإصدار نظام خاص بإدارة المحمية، وتعليمات الأنشطة والفعاليات داخل البتراء.

وتناول النوافلة خلال الإيجاز التحديات المالية والديمغرافية والإدارية التي تواجه الإقليم، إضافة إلى تحديات استثمارية وسياحية تتمثل في موسمية السياحة وضعف الترويج السياحي، وقصر مدة إقامة السائح.

كما تم الإشارة، خلال الإيجاز، إلى مشروع الطاقة المتجددة في منطقة أم صيحون في إقليم البتراء، والذي يهدف إلى إنتاج الطاقة الكهربائية من خلال الألواح الفتوضوئية بقدرة انتاجية تقدر بـ(250) كيلو واط/ ساعة.

ويسهم المشروع، المقدم كمنحة من شركة ميتسوبيشي اليابانية لسلطة اقليم البتراء التنموي السياحي، في خدمة القطاع السياحي والمحافظة على المحمية الأثرية وتحسين البيئة السياحية في المدينة، من خلال التخلص من التلوث البيئي الناجم عن مولدات الكهرباء التي تعمل بوقود الديزل.

وبلغت نسبة الإنجاز في المشروع، حوالي (70بالمائة)، وهو يمد شبكة الكهرباء في المدينة بحوالي 250 كيلو واط من الكهرباء منذ فترة 5 أشهر، بإنتظار ربطه بشكل رسمي على شبكة شركة توزيع الكهرباء، وتنفيذ مشروع مد الكيبل الناقل للطاقة من أرض المشروع وحتى الموقع الاثري المستهدف داخل المحمية.

وفي مداخلة لرئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، لفت إلى ضرورة تطوير إقليم البتراء، من خلال الاقتراب من تجربة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، عبر تحقيق مزيد من الاستقلالية واللامركزية والإعفاءات التي تسهم في تشجيع الاستثمار، بالاعتماد على الاستفادة من الميزات التاريخية والجغرافية والسياحية التي تتميز بها البتراء.

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني وضع في العام 2011 حجر الأساس لمشروع تأهيل وتوسعة مركز زوار مدينة البتراء، الذي نفذته سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي، بهدف الارتقاء بالواقع السياحي للمدينة واستحداث مرافق خدمية حديثة ومتطورة تلبي احتياجات الزائرين.

وفي ذات الموقع، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم حجر الأساس لمشروع متحف البتراء الذي سيسهم في الحفاظ على التراث التاريخي والحضاري للمدينة.

ومن المقرر أن يقدم المتحف، الذي تموله الوكالة اليابانية للتنمية جايكا بكلفة 7 ملايين دينار، والمتوقع إنجازه في العام 2016، تسهيلات وخدمات لزوار المدينة وتوفير معلومات موثقة عن تاريخ المدينة وأبرز الحضارات التي تعاقبت عليها.

وحضر افتتاح المركز رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ووزير السياحة والآثار ووزير العمل، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي وعدد من المسؤولين.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، قال وزير السياحة والاثار ووزير العمل الدكتور نضال القطامين إن افتتاح جلالة الملك لمركز الزوار ووضعه حجر الاساس للمتحف يعتبر رسالة ملكية واضحة للقطاع السياحي في المملكة بضرورة الاستفادة من الميزات التاريخية والسياحية، التي تتمتع بها مدينة البتراء كموقع سياحي عالمي مهم.

وأضاف أن الأردن، الذي يعد متحفاً اثرياً مفتوحا، لما يزخر به من أماكن تاريخية وسياحية، يشكل مكانا جاذبا للاستثمارات، حيث يقدر دخل المملكة من السياحة سنويا نحو ثلاثة مليارات دينار.

وأشار القطامين إلى أن وزارة السياحة ماضية في تنفيذ برامج تأهيل وتمكين لأبناء البتراء، تساعدهم في الانخراط في سوق العمل والفرص التي توفرها المشاريع الاستثمارية والسياحية في المدينة.

"بترا"