المليشيات تغلق منافذ تعز بعد مغادرة الوفد الأممي

أكدت مصادر في ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز أن مليشيات الحوثيين وصالح فتحت معبر الدحى لدخول وفد الأمم المتحدة الذي زار مدينة تعز أمس وبعد مغادرته قامت بإغلاقه مرة ثانية ومنعت دخول المشاة والمواد الغذائية.

وقال المصدر، في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الحكومية، إن الوفد الذي وصل تعز برئاسة الممثل المقيم لمكتب الأمم المتحدة باليمن جيمي ماك جولدريك تمكن من إدخال 14 شاحنة صغيرة من المواد الإغاثية لا تكفي لمواطنى حي سكني واحد. 

وأضاف أن الوفد، وهو الأول من نوعه الذي يزور المدينة المحاصرة منذ 9 أشهر، قام بزيارة عدد من شوارع مدينة تعز وعاين أثار القصف العشوائي الذي أحدثته قذائف المليشيات في المنازل السكنية والممتلكات..كما قام بزيارة مستشفى الثورة العام ومعاينة الدمار الذي لحق بالصرح الطبي الأكبر في المحافظة جراء القذائف المدفعية المتكررة التي طالت عددا من أقسامه خلال الفترة الماضية والتي أدت إلى توقفه عن العمل. 

وأوضح أن الوفد عقد لقاءات مع السلطة المحلية وعدد من المنظمات المحلية وأعضاء اللجنة الطبية العليا واستمع إلى شرح حول الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تعانيها المحافظة منذ أشهر بسبب الحصار. 

وضم الوفد الأممي تروند يانسن ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية /اوتشا/ وأدهم مسلم نائب المدير القطري لمنظمة الغذاء العالمية وجوليان هارميز المدير القطري لمنظمة اليونيسيف وفيليبوم كاركينيكينى مدير مكتب الأمن والسلام للأمم المتحدة وسعيد القاسمى مساعد مكتب الأمم المتحدة لشئون الأمن والسلامة ووائل هاشم مساعد الشئون الإنسانية بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية /اوتشا/ وخرام جاويد مدير مكتب اليونيسيف في محافظتي إب وتعز.

وذكرت مصادر محلية في تعز أن الوفد انتقل بعد ذلك إلى مقر شركة النفط بالمحافظة وعقد اجتماعا مع رشاد الأكحلى وكيل المحافظة والقيادات الأمنية وقيادة المقاومة والعديد من المنظمات والناشطين في المجال الحقوقي والإنساني الذي تحدث عن الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة تعز بسبب شن الحرب عليها من قبل المليشيا في ظل القصف اليومي والحصار المطبق الذي تفرضه ومنع دخول المواد الغذائية والدوائية والاوكسجين والمشتقات النفطية إضافة إلى تقييد حرية التنقل وتعرض المواطنين للاختطاف مع تردي الوضع الصحي بسبب استمرار استهداف المستشفيات والمرافق الصحية والتعليمية..وأكد الأكحلي للوفد عدم دخول أية مواد إغاثية إلى المحاصرين داخل المدينة.

وطالب وكيل المحافظة، الأمم المتحدة بمساعدة المدنيين والعمل على فك الحصار المفروض عليهم وذلك بالضغط على المليشيات لفتح منافذ المدينة.. مشيرا إلى أن وصولهم اليوم إلى مدينة تعز كان بمثابة حالة استثنائية منذ عدة أشهر سمح فيها لسيارات الوفد فقط بالدخول.

وأكد نبيل جامل نائب رئيس مجلس تنسيق المقاومة أن المقاومة في تعز من المواطنين الرافضين لتواجد المليشيات وهم مدنيون..موضحا أن المناطق الواقعة في إطار المقاومة تعيش في استقرار ولا وجود لأية جماعات عنف وإرهاب، كما تروج له المليشيات وسوف تعود عناصر المقاومة إلى وظائفهم وأعمالهم عندما تتسلم الشرعية والجيش الوطني مؤسسات الدولة.

وأضاف أن هناك صعوبات في التواصل مع المنظمات الدولية، كما أن بعض المنظمات تقاعست عن التواصل مع المقاومة على الرغم من تسلمها رسائل عبر الايميل منذ فترة. 

وطالب الوفد الأممي بالعمل على تقديم المساعدات للمدنيين وفك الحصار وفتح المنافذ بشكل كامل وإدخال المواد الغذائية والدوائية والإغاثية والأوكسجين.

وأكد أعضاء الوفد الأممى أنهم يعملون قدر الإمكان على تقديم المساعدات للمدنيين وأعربوا عن أسفهم لاستهداف المنشآت الصحية والطيبة وأنهم رأوا كيف يكافح المواطنون من أجل تهريب احتياجاتهم الأساسية.

وأضاف الأعضاء أنهم يريدون إدخال كل الاحتياجات للمواطنين وليس الغذاء فقط وأنهم سيعملون على فتح المعابر وكل منافذ المدينة وأن هذه الزيارة سيتبعها زيارات أخرى.. وقالوا إنهم يسعون إلى توسيع أعمالهم داخل مدينة تعز ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا بتعاون الجميع وسنظل نعمل من أجل تقديم المساعدات للمتضررين.

وقد تسلم الوفد الأممى عددا من التقارير والوثائق المزودة بالأرقام خاصة بالانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات.