الدكتورة رشا عطية

أكدت استشاري العلاقات الأسرية وتطوير الذات الدكتورة رشا عطية، أنَّ الزوجة تحتاج دائمًا إلى التحدث مع زوجها عن تفاصيل يومها، مشيرة إلى أنَّ الواجب على الزوج أن ينصت لها ويبتعد عن وصفها بأنها "زنانة".

وأوضحت عطية في حديث مع "العرب اليوم" أنَّ "كلمة "زوجتي زنانة " لا يوجد رجل إلا ويكررها يوميًا عشرات المرات إلى أن استوعبها وصدقها بكل مشاعره وأحاسيسه؛ لكن للأسف التمحور حول الذات وعدم التفكير في حاجات الطرف الآخر صفة يمتلكها كل رجل وهذه الصفة جبلية ليس له دخل بها".

وأضافت: "نظرًا إلى الاختلاف الفسيولوجي لمخ الرجل واختلاف كيمياء الجسم, فإنَّ الرجل ليست لديه القدرة على العطاء مثل المرأة, في حين أنَّ القرآن قد نص في سورة النساء "عَاَشِرُوهُنً بِالمعرُوفِ", والمعروف هنا تفسيره لابن كثير "أي طيبوا أقوالكم لهن, وأحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم، وافعل ما لها ما تحبه منها، كما قال تعالى: "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".

واستدركت: "لكن كل رجل لا يستطيع أن يقدر حجم العطاء الذي تمنحه إياه الزوجة, فعند عودته من العمل مرهقًا, لا أستطيع أن ألومه في شيء, ولكن ما أستطيع أن ألومه فيه هو عدم قدرته على اكتساب مهارات التعاطف مع ما تقدمه له زوجته من اهتمام".

وتابعت عطية: "الأزواج بحاجة إلى مهارة الاستماع فقط وليست الإنصات، إذ حين عودته متعبًا إلى المنزل من العمل، فإنَّ الزوجة تريد أن تسرد عليه كل مشاغبات ومغامرات الأطفال؛ لكنَّ ذلك لا يعني له شيئًا ولتجنب المشاكل ولاحتواء الزوجة وتقديرها فقط عليه الاستماع لها مجرد الاستماع".

وشدَّدت على الزوجة "أن تتعلم كيف تصرف أمورها بعيدًا عنه فهو له مطالبه التي له الحق بمطالبتها من بيت هادئ وغذاء شهي و لذيذ, وجميع ملحقات الخدمة الفندقية الخمس نجوم"، منتقدة في الوقت ذاته تجاهل الرجل لحقوق زوجته متسائلة: "أليس لها الحق في الإلحاح والتعبير عما بداخلها من إحباط يومي؟".

وأشارت إلى أنَّ "هناك غيابًا في الوعي وعدم وجود إدراك باحتياجات الزوجة النفسية والعاطفية, في حين أنَّ إشباع هذه الاحتياجات له أثر كبير على العلاقة الزوجية والتواصل الجيد فيما بين الأزواج وبين الأولاد أيضًا ومدى تأثير هذه التنشئة التي ينقصها الحوار والتفاهم على هؤلاء الأولاد".

وتساءلت عطية: "لماذا يدخل الأزواج عالمًا لا يدركون عن أبعاده شيئًا, وسوف يظل هذا السؤال معلق إلى الأبد، إلى أن يكتمل الوعي بأنَّ هذه مشكلة ويجب العمل على حلها"، مشيرة إلى أنَّ هناك الكثير من الوسائل لرفع درجة هذا الوعي, ومنها التثقيف الذاتي عن طريق القراءة في مجال الإرشاد الزوجي والأسري, فضلًا عن حضور ندوات تثقيفية في هذا المجال, وحضور دورات تدريب، إذ أنَّها تعتبر في الدول المتقدمة شيء أساسي لتنشئة أي أسرة.

ولفتت إلى أنَّ "هناك أملًا بجيل من الرجال يؤمن بأهمية أن يتعلم كيف ينعم بحياة سعيدة متوازنة بين الأخذ والعطاء بالتدريب واكتساب المهارة"، وشدّدت على أنَّه "يجب أن نبدأ العمل على إزالة الكلمات السلبية التي علقت في قاموسنا اليومي, لنحيا حياة هادئة مطمئنة خالية من الخلافات التي ليس لها داعٍ, ولكنها تسبب الكثير من التصدعات في الحياة الأسرية".