أخصائي الأمراض النفسية الدكتورة هبة عيسوي


كشفت أخصائي الأمراض النفسية الدكتورة هبة عيسوي، عن أنَّ أساليب العقاب التي يتبعها الآباء مع الطفل خصوصًا العنيفة تؤذي الطفل نفسيا وتجعله ينطوي وينعزل اجتماعيا.

وأكدت عيسوي في مقابلة مع "صوت الامارات"، أنَّ "الأطفال في مراحل أعمارهم المختلفة يكون لديهم العديد من النشاط الذي يخرج في هيئة لعب عنيف وفرط في الحركة ومع ضغوط الحياة قد لا يتقبل الأب أو الأم هذا من الطفل ويقابلونه بشيء من العقاب الذي يؤثر نفسيا على الطفل".

وأضافت: "من الأساليب الخاطئة للعقاب الضرب العنيف فهناك من الآباء من يفقد سيطرته على نفسه ويظل يضرب في الطفل بعنف شديد دون أن يدرك أن جسم الطفل ضعيف وإن الضرب المبرح هذا يؤذيه جسديا ونفسيا".

وتابعت: "أيضا قد تلجأ الأم إلى الصراخ في وجه طفلها بأسلوب عنيف دون أن يكون الطفل قد فعل شيئًا خاطئًا سوى أنه يفعل ضوضاء للأم التي تريد أن تشعر بالراحة ولكن هذا الصراخ يجعل الطفل يخاف التحدث مع أمه ويؤثر على شخصيته كثيرا".

واسترسلت: "من الأساليب الخاطئة أيضا للعقاب وضع الطفل في حجرة مظلمة يبكي ويصرخ دون الإفراج عنه وهذا هو أسوء أنواع العقاب فماذا فعل هذا الطفل البريء لكي يتم وضعه داخل حجرة مظلمة بمفرده ، فهذا النوع من العقاب يؤدي إلى مشاكل نفسية عديدة لا حصر لها، وأيضا من أساليب العقاب الخاطئة التجاهل بأن يترك الطفل دون التحدث معه لساعات طويلة".

وأردفت: "جميع هذه الأساليب السالفة الذكر من الأساليب الخاطئة والتي تؤذي نفسية الطفل فالطفل الذي تعرض الطفل يصبح لديه خوف ورهبة من المحيطين ويظهر هذا واضحا في طريقة تحدثه فنجده أنه لا يستطيع التحدث بطلاقة مثل الطفل الطبيعي".

وأشارت إلى أنَّ "هذه الأساليب تؤدي إلى ظهور الانطواء والعزلة الاجتماعية لدى الطفل وبدلا من أن يكون الطفل طبيعيا في تعاملاته مع أقرانه تصبح لديه الرغبة في التواجد بمفرده دون أن يتحدث مع أحد أو يلعب مع أحد، أيضا قد يصاب الطفل الذي يتعرض للأساليب السالفة الذكر إلى التبول اللاإرادي وخصوصًا في فترة الليل ومع سن كبير لأنه يكون متأزم نفسيا مما يفعله والده ووالدته به".

وأوضحت العيسوي أنَّ "أسلوب العقاب السليم للطفل يكون بالهدوء إذ لا بد أن يكون هناك نقاش بيني وبين الطفل أولا وأن نتفاهم معا بصوت هادئ بأن ما يفعله في هذا الوقت من ضجيج أو من أشياء خاطئة يجب التوقف عنها لأنها خاطئة مع وضع مبررات للطفل بأن أفعاله خاطئة ولكن لا يمكننا أن نقول له ما تفعله خطأ ونصمت ، بل يجب أن  نقول له ما تفعله خطأ لأنه يؤدي إلى كذا وكذا".

واستكملت: "إن لم يستجب الطفل فعلينا أن نقول له أنه سيحرم من مصروفاته أو إنه لن يخرج إلى النادي لهذا الأسبوع وبأن نهدده بمنعه من فعل شيء محبب له وكل هذا بهدوء وبدون أي انفعال".

واختتمت: "أخيرا لابد على الأب والأم أن يكونا على وعي تام بأن الطفل في مراحل عمره لابد أن يتحرك ويجري ويلعب ويخرج ويفعل الضوضاء وكل هذا أمر وارد فهو طفل ويجب أن نتذكر شيئًا هاما بأننا كنا أطفالا نفعل مثلهم يوما ويجب أن نتركهم يفعلوا ما يحلوا لهم حتى يتم تنشئة الطفل تنشئة سليمة نفسيا".