يبدو أن العنصرية لا تزال تسود مجال الإعلام المرئي في العالم، فعلى الرغم من أن أوبرا وينفري هي واحدة من اكثر الشخصيات التلفزيونية المحبوبة في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أنها أغنى امرأة في العالم، بل أكثر نساء العالم نفوذًا وتأثيرًا إلا أن كل هذا المزايا لم توفر لها المناعة الكافية لحمايتها من المعاملة العنصرية، حيث إنها كانت ضحية للعنصرية أثناء زيارتها، الشهر الماضي، لسويسرا لحضور حفل زفاف النجمة الأميركية تينا تيرنر، فقد رفضت عاملة في أحد المحلات المخصصة للأثرياء في زيورخ أن تَعرِض عليها بعض الحقائب التي طلبت أن تتفحصها بحجة أن سعر ذلك النوع من الحقائب مرتفع جدًا على أمثالها وتضيف النجمة التليفزيونية أنها غادرت المحل من دون أن تجادل بشأن ما بدر من العاملة، ولكنها طرحت تلك التجربة التي تعرّضت لها في أحد برامج الـ "توك شو" في إطار قضية استمرار وجود المعاملات العنصرية في العالم حتى الآنولم تُشِرْ وينفري في برنامج "إنترنينمينت تونيت" التليفزيوني إلى اسم المحل، ولكنها أشارت إلى أنه كان من الواضح أن برنامج أوبرا وينفري لم يكن يُعرّض في زيوريخ وكانت أوبرا طلبت من العاملة أن ترى إحدى الحقائب المعروضة في المحل، ولكنها رفضت أن تمد يدها لتأتي لها بالحقيبة، وقالت "إن سعرها غالٍ جدًا"وعندما أصرت وينفري على أن ترى الحقيبة رفضت العاملة قائلة "إنك لن تستطيعين أن تدفعي ثمنها"وتقول وينفري "إن هذا الحادث يؤكد أن العنصرية ما زالت قائمة"وتشير صحيفة "بليك" إلى أن ترودي غوتيز صاحب بوتيك "توريس بوم" الذي تحدثت عنه وينفري اعتذر عن الواقعة، معللاً ذلك بأنه "سوء تفاهم"وتأتي شكوى أوبرا وسط حالة من الجدل السياسي بشأن اعتزام بعض المدن السويسرية عدم السماح لطالبي اللجوء السياسي بالتواجد في الأماكن العامة مثل حمامات السباحة والمكتبات، وهو إجراء أشبه بإجراءات الفصل العنصري، وقد حظي بإدانة جماعات حقوق الإنسان ويذكر أن سويسرا تستضيف ضعف عدد طالبي اللجوء السياسي مقارنة بجاراتها من الدول الأوروبية، حيث يبلغ عددهم 48 ألف لاجئ في الوقت الراهن وفي العام الماضي شارك الناخبون في سويسرا في استفتاء لفرض قيود على اللجوء السياسي، وسط مخاوف يروج لها حزب "الشعب" السويسري اليميني من أن سويسرا تتعرض لطوفان من اللاجئين.