غارة للتحالف الدولي على مركز ايواء

  قتل 33 مدنيا على الاقل في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة اميركية استهدف مركزا لايواء النازحين في شمال سورية قبل اجتماع لدول هذا التحالف الاربعاء في واشنطن لبحث آلية جديدة مقترحة لقتال تنظيم الدولة الاسلامية. 

ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه فصائل جهادية ومقاتلة هجماتها في دمشق كما في محافظة حماه في وسط البلاد عشية جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين برعاية الامم المتحدة في جنيف.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء عن مقتل 33 مدنيا على الاقل فجر الثلاثاء في قصف للتحالف الدولي استهدف مدرسة تستخدم لايواء النازحين في بلدة المنصورة في ريف الرقة (شمال) الغربي.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان القتلى هم من النازحين من الرقة وحلب وحمص، مشيرا الى ان عمليات انتشال الجثث من تحت الانقاض لا تزال مستمرة.
 
وافادت حملة "الرقة تذبح بصمت"، التي توثق انتهاكات وممارسات تنظيم الدولة الاسلامية، ان المدرسة المستهدفة "كانت تأوي ما يقارب 50 عائلة من النازحين".

ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية واسعة لقوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، ضد تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة الرقة. ويهدف الهجوم المستمر منذ اشهر الى طرد الجهاديين من مدينة الرقة، معقلهم الابرز في سوريا.

وأقر التحالف الدولي، الذي يستهدف ايضا تنظيم الدولة الاسلامية في العراق ويدعم حاليا العملية العسكرية المستمرة للقوات العراقية لطرد الجهاديين من الموصل، بمقتل 220 مدنيا على الاقل منذ العام 2014 في سوريا والعراق.

الا ان المراقبين يؤكدون ان الحصيلة أعلى من ذلك بكثير.

وتعقد الدول الـ68 في التحالف الدولي الاربعاء اجتماعا في واشنطن لبحث جهود طرد الجهاديين من معاقلهم المتبقية في سوريا والعراق. 

وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب طلب من وزارة الدفاع وضع استراتيجية جديدة تسرع في "القضاء" على تنظيم الدولة الاسلامية، وهو الامر الذي طالما اعتبر انه من ابرز اولوياته.

- معارك دمشق وحماه-

وبعيدا عن جبهات تنظيم الدولة الاسلامية، تدور معارك عنيفة لليوم الرابع على التوالي في دمشق بين هيئة تحرير الشام (فصائل اسلامية وجهادية أبرزها جبهة فتح الشام) وفصائل مقاتلة متحالفة معها من جهة وقوات النظام من جهة ثانية.

وتتركز المعارك بين حي جوبر (شرق) الذي تسيطر الفصائل المعارضة على نصفه والقابون (شمال شرق) الواقع بغالبيته تحت سيطرتها.

وتعد هذه المعارك الاكثر عنفا في دمشق منذ عامين. وتهدف الفصائل من خلالها، بحسب عبد الرحمن، الى "الربط بين حيي جوبر والقابون".

وافاد مراسلو فرانس برس في دمشق صباح الاربعاء ان الطائرات الحربية تحلق في الاجواء كما عن سماعهم اصوات اشتباكات فضلا عن تفجيرات ناتجة عن سقوط قذائف هاون على الاحياء القريبة من مناطق المعارك في غرب العاصمة. 

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري ان "وحدات من الجيش تخوض اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية شمال جوبر وتقصف تجمعاتهم ومحاور تحركهم في عمق جوبر والمناطق المحيطة".

وفي وسط البلاد، شنت فصائل جهادية ومقاتلة، بينها ايضا هيئة تحرير الشام، هجوما ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي، وتمكنت من التقدم والسيطرة على عدد من القرى فضلا عن بلدة صوران الاستراتيجية.

وتعد صوران احد "أهم الخطوط الدفاعية للنظام بين محافظتي حماه وإدلب" المحاذيتين، وفق عبد الرحمن.