بدأ آلاف العراقيين في مدينة الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار غرب البلاد عصيانًا مدنيًا، اليوم الأحد؛ احتجاجًا على اعتقال عناصر من حرس وزير المالية، وما وصفوه بتهميش واستهداف السنة، وطالبوا الحكومة بالاستقالة. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، سعدون الشعلان، في تصريحات صحفية إن المحتجين "استجابوا لنداءات رجال الدين وشيوخ عشائر في مدن المحافظة على خلفية اعتقال عناصر من حرس رافع العيساوي، وتجمعوا بالآلاف ليعلنوا عن عصيان مدني بدءً اليوم، ويستمر إلى إشعار آخر". وأضاف أن "العصيان شعبي وليس رسميًا؛ ورغم ذلك أغلقت أغلب مؤسسات الدولة في المحافظة التي هي مسقط رأس رافع العيساوي (وزير المالية)"، مشيرا إلى أن "مجلس محافظة الأنبار يبذل الجهود الكبيرة لاحتواء الأزمة بين مواطني المحافظة والحكومة المركزية". ورفع المحتجون الذين تجمعوا في المدينة شعارات طالبت الحكومة العراقية بالاستقالة، وإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات، وإيقاف ما وصفوها بسياسة التهميش المعادية لقادة السنة، فيما قطع المئات من أهالي مدينة الرمادي الطريق الدولي السريع المحاذي للمدينة الذي تم فتحه لاحقا بعد تدخل السلطات الأمنية لاحتواء الموقف ونقل المعتصمين إلى مكان آخر. وجدد رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، تحذيره أمس مما وصفها بالفتنة الطائفية ونتائجها، ودعا رؤساء العشائر من جميع المكونات إلى الوقوف بوجه "دعاة الطائفية الجدد"، متهما بعض السياسيين بافتعال الأزمات عند أي إجراء يتخذ قضائيا كان أو غير قضائي. جاء ذلك عقب مداهمة قوة أمنية خاصة، الخميس الماضي، منزل وزير المالية السني رافع العيساوي، واعتقالها مسؤول الحرس وعددًا من معاونيه، فيما أكد العيساوي أن "قوة مليشياوية" داهمت مقر الوزارة ومكتبه ومنزله وتصرفت بسلوك غير قانوني، واعتقلت 150 عنصرا من أفراد الحمايات الخاصة به، مطالبا بإطلاق سراحهم.