زار فريق صحافي بعض النازحين السوريين من بلدة القصير الذين تمكنوا من العبور إلى بعض القرى البقاعية واطلعت على أحوالهم المأسوية، وروي بعضهم أحوال ما عاشوه أثناء الحصار على القصير وفي طريق الهروب منها، ولا تزال بلدة عرسال الحدودية اللبنانية تشكل المنفذ الوحيد للسوريين الهاربين من مدينة القصير. وهي استقبلت منذ، مساء الأربعاء، أي بعد إعلان سقوط المدينة، نساء وأطفالاً وبضعة رجال تمكنوا من الوصول إليها بعد السير كيلومترات طويلة في العراء. وقد روي القادمون كيف امضوا الأسبوعين الأخيرين في القصير خلال القصف المتواصل على منازلهم حتى سويت بالأرض أو أصبحت أطلالاً. وتحدث الرجال عن الدماء التي "تسيل من أجساد القتلى كالماء"، وعن الضحايا الذين دفنوا على عجل في حفر من دون شواهد، وعن نساء تعرضن للضرب من قبل الجنود النظاميين. وقالت إحدى النساء "إن الطعام خلال حصار القصير كان يقتصر على البرغل وعلى ذبح الأبقار التي يملكونها و يتعايشون من تربيتها." وأكد النازحون مسؤولية مقاتلي "حزب الله" إلى جانب الجنود السوريين في إخراجهم من منازلهم وإطلاق النار عليها وقالوا إنهم كانوا يلبسون زياً أسود وقبعات سوداء وكانوا حاضرين في المعارك والاقتحامات، ونفوا في المقابل أن يكون في المدينة مقاتلون من "جبهة النصرة". وشددت النسوة على أن من يدافع عن القصير هم "أبناؤنا وأزواجنا". وذكرن أن إحدى القرى المسيحية في ريف القصير استضافت بعض النازحين وقدم أهاليها لهم الخبز والمياه وقام سكانها بإيواء بعضهم في منازلهم.