غزالي عثمان في موروني في 24 كانون الثاني/يناير 2016

انتخب الانقلابي السابق الكولونيل غزالي عثمان الخميس رئيسا لجزر القمر بعد انتخابات رئاسية فرعية كانت اقرب الى دورة ثالثة وعززت التقدم الذي سجله على مرشح السلطة في الدورة الثانية من الاقتراع.

واعلنت نائبة رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة نجاح علاوي صباح الخميس للصحافة ان الكولونيل عثمان حصل على 2271 صوتا مقابل 1308 اصوات لخصمه مرشح السلطة محمد علي صويلحي. وقد عزز بذلك التقدم الذي سجله في الدورة الثانية من الانتخابات.

وشهدت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 10 نيسان/ابريل اعمال عنف ومخالفات بينها تدمير صناديق اقتراع وحشوها لا سيما في انجوان، احدى الجزر الثلاث التي تشكل الارخبيل. وامرت المحكمة الدستورية بعد ذلك بتنظيم انتخابات فرعية جرت الاربعاء في 13 مكتبا انتخابيا جميعها في انجوان.

وكان عثمان الذي تولى الرئاسة من 1999 الى 2006، جاء في الطليعة في الدورة الثانية لكنه تقدم على خصمه صويلحي الملقب "مامادو" بالفي صوت فقط.

وقال علاوي ان النتائج الموقتة لهذه الانتخابات الفرعية "يفترض ان تضاف الى النتائج الاولى" التي حققها في نيسان/ابريل مما يسمح لغزالي عثمان بالبقاء في الطليعة.

وشهدت جزر القمر، المستعمرة الفرنسية السابقة التي يدين سكانها بالاسلام السني، تاريخا مضطربا تخلله عشرون انقلابا او محاولة انقلابية منذ 1975 الى جانب خسارتها جزيرة مايوت التي تشكل محور خلاف طفيف مع باريس حول السيادة عليها.

وللفوز في الاقتراع، حظي بدعم حاسم من احمد عبد الله سامبي صاحب الشخصية القوية، الرئيس السابق وزعيم الحزب المعارض جوا (الشمس) الذي يتمتع بشعبية كبيرة في انجوان.

وكانت اللجنة الانتخابية قالت مساء الاربعاء انها لن تعلن اي نتائج موقتة الخميس وستترك الى المحكمة الدستورية امر اعلان النتائج الرسمية. 

وجرت هذه "الدورة الثالثة" الاربعاء بهدوء لكن قوات الامن قامت بتفريق متظاهرين من حزب سامبي مستخدمة القنابل المسيلة للدموع، بعدما تجمعوا امام الفندق الذي يقيم فيه اعضاء اللجنة الانتخابية للمطالبة باعلان النتائج.

وعاد الهدوء بعد ذلك بسرعة الى موتسامودو عاصمة انجوان بعد اعلان النتائج الموقتة.

- تنصيب الرئيس في 26 ايار/مايو -

وغزالي عثمان ضابط في السابعة والخمسين من العمر، درس في اكاديمية مكناس الملكية في المغرب ثم في معهد الحرب في فرنسا. وسيعود بذلك الى القصر الرئاسي بيت السلام للمرة الثانية.

وقد شغل منصب الرئاسة للمرة الاولى في نيسان/ابريل 1999 على اثر انقلاب قال في وقت لاحق انه تدخل استباقي للجيش لمنع حرب اهلية، بينما كانت البلاد تشهد ازمة انفصالية (1997-2001). وقد بقي في السلطة حتى 2006 قبل ان يتخلى عنها رغما عنه لسامبي.

وهو يشير في اغلب الاحيان في حديثه عن حصيلة ادائه، الى تبني دستور جديد سمح بمصالحة جزر القمر وبناء جامعة جزر القمر.

لكن معارضيه لا يفوتون اي فرصة للتذكير بحدث ليس مدعاة للفخر. ففي 1995 وخلال مواجهة مسلحة مع نحو عشرة مرتزقة بقيادة الفرنسي بوب دينار، تخلى عثمان عن رجاله ولجأ الى سفارة فرنسا في موروني.

كما ينتقدون موقفه الذي يعتبرونه متساهلا حيال باريس في الخلاف بين فرنسا وجزر القمر بشأن مايوت الجزيرة الرابعة في الارخبيل التي اصبحت الدائرة الفرنسية 101، لكن موروني ما زالت تطالب بها منذ استقلال الارخبيل في 1975.

 وستعلن المحكمة الدستورية النتائج الرسمية خلال الايام المقبلة، على ان يتم تنصيب الرئيس الجديد في 26 ايار/مايو.