وصف قائد القوات الأميركية في منطقة آسيا-المحيط الهادىء، الأميرال سام لوكلير، انتهاكات كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن بـ"التهديد الواضح والمباشر للأمن القومي الأميركي، والسلام والاستقرار في المنطقة". ونقلت وسائل إعلام أميركية عن لوكلير، قوله أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، إن انتهاكات كوريا الشمالية لقرارات مجلس الأمن الدولي "تهديد واضح ومباشر للأمن القومي الأميركي". واضاف لوكلير إن "نزاعاً كبيراً في شبه الجزيرة الكورية قد يكون له آثار غير متوقعة، وطويلة المدى، وواسعة النطاق، بسبب الموقع المركزي الذي تحتله شبه الجزيرة الكورية في شمال شرق آسيا، والأهمية الحيوية للتبادل التجاري في شمال شرق آسيا بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي". واعتبر أن "تصريحات (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ أون حول التركيز على التنمية الاقتصادية والوعود بنمو اقتصادي لم تنتج حتى الآن سوى القليل، لا بل وقد قوّضتها عملية إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية، واختبارات كوريا النووية التي أدت إلى فرض عقوبات إضافية عليها، وإلى زيادة عزلتها الدولية". وأشار إلى أن "الولايات المتحدة شعرت بفسحة أمل في فبراير 2012، عندما وافقت بيونغ يانغ على وقف إطلاق الصواريخ البعيدة المدى، ووقف تجاربها ونشاطاتها النووية في محطة يونغبيون النووية". وأضاف لوكلير أن "بيونغ يانغ نكثت فجأة بعهدها، من خلال محاولتها وضع قمر صناعي في مداره، بواسطة تقنية الصواريخ البالستية المحظّرة، وإجرائها عرضاً لنظام صواريخ بالستية متحركة عابرة للقارات". وأشار إلى أن "بيونغ يانغ ردت على إدانة مجلس الأمن الموحدة لإطلاقها صاروخاً في ديسمبر من خلال خطابات، وتهديدات، وتبجحات متجددة". وتابع أنه "منذ بضعة أسابيع، أعلنت كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة نووية ثالثة، ما يعد انتهاكاً واضحاً وجديداً لقرار مجلس الأمن، والتي زعمت، بدون أي دليل، بأنه اختبار لسلاح أصغر وأقوى". وأكّد أن "برنامج الأسلحة النووية والصاروخ البالستي، وعملية بيعها غير الشرعية للأسلحة التقليدية تبقى خطراً على السلام في المنطقة، وتسلّط الضوء على أهمية اقتناء منظمة دفاع صاروخية فعّالة". وأعرب لوكلير عن قلقه من الطريقة التي ستؤثّر فيها الاقتطاعات التلقائية للموازنة الأميركية على جهوزية البلاد العسكرية في المستقبل. وكانت كوريا الشمالية دعت، في وقت سابق اليوم، الأجانب المقيمين في كوريا الجنوبية إلى وضع خطط للإجلاء، لعدم رغبتها في إلحاق الضرر بهم في حال اندلاع حرب. ويذكر أن بيونغ يانغ صعّدت لهجتها ضد سيول وواشنطن منذ تشديد العقوبات عليها على خلفية تجربتها النووية الأخيرة، حتى أنها هددت بشن حرب نووية شاملة عليهما، وتحويلهما إلى بحر من نار بحال مضت أميركا بما سمّته سياسة التخويف التي تعتمدها ضدها.