المتجنسون

رأى الباحث الأمريكي مانويل باستور، أن ارتفاع أعداد المهاجرين الساعين للحصول على حقوق المواطنة قد يغير الحسابات في انتخابات الرئاسة المزمعة في نوفمبر المقبل.
ونوه باستور في مقال نشرته صحيفة (لوس انجلوس تايمز)- عن حقيقة وصفها بالمذهلة: وهي أنه منذ شهر مارس وحتى شهر يونيو الماضيين، بحسب دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية، سجلت طلبات المقيمين الشرعيين الدائمين للحصول على الجنسية وحق التصويت ارتفاعا بنسبة 32% مقارنة بالعام الماضي... وقد سجلت النسبة ارتفاعا في الربع الأول من عام 2016 بلغ 28% وارتفاعا في النصف الأخير من عام 2015 بلغت نسبته 14%.

ولفت الباحث إلى أن ذلك يمثل قفزات كبرى، ففي الفترة بين 2012 و2014 كان معدل الارتفاع السنوي في طلبات الحصول على الجنسية ومن ثمّ حق التصويت لا يتجاوز نسبة 5%.
ورجح باستور أن يتمكن هؤلاء المتقدمون من الحصول على ما يريدون ومن ثمّ يمكنهم التصويت في انتخابات الرئاسة في نوفمبر، وستنضم هذه الموجة الجديدة من الأمريكيين إلى مجموعة أكبر موجودة بالفعل، لتصل نسبة المواطنين المُجنَسين إلى نحو 9% من المؤهلين للتصويت في الانتخابات.

ورصد الباحث تأكيد مركز دراسات الهجرة بجامعة كاليفورنيا الجنوبية على الأثر الكبير الذي قد تحدثه أصوات الناخبين المجنسين في انتخابات 2016 الرئاسية المزمعة في نوفمبر المقبل...فعلى الرغم من أن أعداد هؤلاء عادة ما كانت تقلّ مقارنة بالمواطنين المولودين في أمريكا فيما يتعلق بالإقبال الفعلي على التصويت بفارق كبير، إلا أن عددا من الانتخابات العامة الأخيرة شهدت تضاؤلا في هذا الفارق... وقد شكل حديث بعض الساسة بشكل مناوئ للهجرة دافعا للمقيمين الشرعيين –لا سيما اللاتينيين- إلى السعي في الحصول على حقوق المواطنة والتسجيل والتصويت في الانتخابات.
ونقل الباحث عن هورتينشا فيليجاس، الوافدة إلى الولايات المتحدة من المكسيك، قولها لمراسل الـنيويورك تايمز مطلع العام الجاري: "أريد أن أصوّت حتى لا يتمكن دونالد ترامب من الفوز"... لقد تقدمت فيليجاس للحصول على حقوق المواطنة في شهر مارس، بعد زهاء عشر سنوات قضتها كمقيمة شرعية في الولايات المتحدة.

وأكد باستور أن الناخبين حديثي التجنيس يمكنهم أن يؤثروا على عمليات الانتخاب المقبلة، مشيرا إلى أن أركان الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا قد توطدت على مدى الخمس وعشرين سنة الماضية بفضل جيل الناخبين الذين اكتسبوا حقوق المواطنة وعاقبوا الحزب الجمهوري على سياساته المناوئة للهجرة.
واختتم الباحث قائلا "ستبقى الهجرة دائما موضوع نقاش ملتهب في ساحة السياسة الأمريكية حيث تحاول الدولة أن تتوصل إلى مصالحة بين وجهات نظر متنافسة بشأن تأثير الوافدين الجدد على الاقتصاد والمجتمع... وحتى ذلك الحين فإن الساسة الذين يُشيطنون المهاجرين عادة ما ينسون أثناء تصريحاتهم أن هؤلاء الوافدين لهم ذاكرة وأنهم سيتجنسون يومًا ما وسيحق لهم التصويت."