رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى

أكدت الصين اليوم الثلاثاء انها مثل الجميع ستنتظر لترى ما اذا كانت اليابان صادقة حقا فى موقفها بشأن قضية " نساء المتعة" وهى قضية النساء من عدد من الدول الاسيوية، من ضمنهن صينيات وكوريات، اللائى اجبرهن الجيش اليابانى على ممارسة الدعارة قسرا للترفيه عن جنوده خلال فترة الحرب العالمية الثانية.

جاء هذا التأكيد من جانب المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ فى تصريح رسمى عندما سئل ان يعلق على التوافق الذى تم أمس بخصوص تلك القضية الشائكة بين اليابان وكوريا الجنوبية والاعتذار الذى قدمه رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى فى هذا الصدد.

وقال ان هذه المسألة تتعلق بمشاعر وكرامة الدول والشعوب الاسيوية التى تنتمى اليها هؤلاء النسوة من ضحايا العدوان اليابانى، ولذا فإن الجميع سينتظرون ليروا هل ستصدق أفعال اليابان كلماتها ام لا وهل هى حقا تعنى ما قالته فى اعتذارها وما اذا كانت بالفعل ستوفى بما التزمت به من بدايته الى منتهاه.

واشار الى انه خلال الحرب العالمية الثانية قامت اليابان بإجبار نساء صينيات من مختلف الاماكن فى الصين على العمل فى الدعارة ، مرتكبة بذلك جرما فادحا ضد الانسانية ... ولهذا فاننا نحث اليابان على ان تتحمل مسئولياتها وتبدى الاحترام اللازم للضحايا.

واضاف ان العدوان اليابانى خلال الحرب تسبب فى المعاناة الشديدة للكثيرين فى الصين وفى العديد من دول آسيا لهذا فإن الصين تدعو اليابان الى ان تتعامل بالطريقة الصحيحة مع هذا التاريخ العدوانى وتتعلم من اخطاء الماضى وتسعى الى كسب ثقة جيرانها من الدول الاسيوية وثقة المجتمع الدولى من خلال اتخاذ خطوات ملموسة.

كانت وكالة الانباء الصينية الرسمية /شينخوا/ اوردت تقريرا فى وقت سابق اليوم تناولت فيه الاتفاق الذي تم بين اليابان وكوريا الجنوبية على تسوية قضية "نساء المتعة" التي طال أمدها بين الجانبين، قائلة انه يلزم على طوكيو إبداء مصداقية أكبر واتخاذ إجراءات أكثر لحل هذه المسألة التاريخية الحساسة على نحو أفضل.

ونوهت الوكالة بما قدمته اليابان أمس من اعتذار وتعويض بمبلغ قدره مليار ين (حوالي 8.3 مليون دولار أمريكي) لكوريات أرغمن على العمل كعبدات يعملن بالدعارة إبان فترة الحرب العالمية الثانية.

وقالت انه بالنسبة للجارتين المتجاورتين، شكل هذا الاتفاق نقطة تحول في العلاقات الثنائية التي عانت لسنوات من مسعى رئيس الوزراء الياباني إلى تحريف التاريخ والذي برز من خلال محاولات إنكار الأعمال الوحشية التي ارتكبتها اليابان في زمن الحرب وتضمنت إرغام آسيويات في الأراضي التي احتلت على أن يصبحن نساء متعة.

وأشارت الى انه بالنسبة لمنطقة شرق آسيا برمتها، يمثل هذا تقدما ملحوظا بالنسبة لأعضائها في تسوية القضايا التاريخية، وسيساعد تحسين العلاقات بين الاقتصادات الإقليمية الكبري على ترسيخ الأساس لتحقيق الاستقرار والتنمية في آسيا.

وأكدت أنه قبل بدء "عهد جديد" مع سيول، لابد من تذكير طوكيو بأن الكوريات الجنوبيات لم يسقطن وحدهن ضحية أعمالها الشائنة وأن إبرام اتفاق منفرد مع دولة واحدة فقط لن يعالج قضية "نساء المتعة" ككل.

ويقدر المؤرخون بأن حوالي 200 ألف من "نساء المتعة" أرغمن على الخدمة في بيوت الدعارة العسكرية اليابانية خلال زمن الحرب. وفيما عدا النساء اللواتي جئن من شبه الجزيرة الكورية، جاء العديد من تلك النساء التعيسات من الصين وبلدان أخرى في جنوب شرق آسيا.

وقالت الوكالة انه في الشهر الماضي، توفيت تشانغ شيان تو، التى كانت تعد آخر سيدة صينية من "نساء المتعة" على قيد الحياة والتي رفعت قضية بشأن الجرائم التي ارتكبها الجيش الياباني في زمن الحرب، معربة عن حزنها لان المرأة توفيت عن عمر يناهز 89 عاما دون أن تحصل على اعتذار أو تعويض من اليابان.

واضافت إذا كانت اليابان حقا صادقة في ندمها واعتذاراتها فيما يتعلق بقضية "نساء المتعة"، لقدمت اعتذارا وتعويضات للضحايا بغض النظر عن جنسياتهن بدلا من أن تتركهن يرحلن عن الحياة الواحدة تلو الأخرى دون تسوية مظالمهن.

كما قالت انه من المؤسف أيضا أن التسوية التي توصلت إليها اليابان مع كوريا الجنوبية بشأن هذه القضية المثيرة للجدل تعد خيارا سياسيا اتخذ تحت ضغوط من الولايات المتحدة أكثر من كونه قرارا نابعا من ضمير استيقظ.

وأشارت الى انه للتحرك في نفس الاتجاه مع دول الجوار بشأن القضايا التاريخية بما فيها قضية "نساء المتعة"، يلزم على اليابان التحلي بمزيد من المصداقية لمواجهة التاريخ بأمانة، والتأمل في أعمال العدوان التي ارتكبتها في الماضي، والتعامل مع القضايا ذات الصلة بطريقة مسؤولة.