جان كلود يونكر

 قالت المفوضية الأوروبية، إنها "تحترم" نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي جرى في اليونان على خطة التكتل الأوروبي، وأنها تتشاور مع المسؤولين في منطقة اليورو بشأن كيفية المضي قدما.

وأضافت المفوضية الأوروبية، في بيان لها اليوم، أن رئيسها "جان كلود يونكر" يتواصل مع القادة الآخرين في منطقة اليورو البالغ عددهم 18 دولة أخرى، كما قرر عقد اتصالات مع رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، ورئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي، ووزير المالية الهولندي يورين دايسلبلوم، رئيس وزراء مالية منطقة اليورو .

وقد أعلنت وزارة الداخلية اليونانية مساء أمس، أن 61.21 بالمائة من المشاركين في استفتاء شعبي على برنامج الإنقاذ الأوروبي رفضوا خطة التكتل، الذي يضم 28 دولة، التي تتضمن إجراءات تقشف إضافية مقابل الحصول على دعم مالي مقابل موافقة38.8بالمائة عليه بعد فرز 50 بالمائة من الأصوات.

وكانت الحكومة اليونانية قد حثت مواطنيها على التصويت بـ "لا"، بينما حذرت حملة تدعو إلى التصويت بـ "نعم" من خطر خروج اليونان من منطقة اليورو

وقال وزير المالية الهولندي يورين دايسلبوم، في بيان، "بعد أن صوت اليونانيون بأغلبية ساحقة لرفض شروط برنامج الإنقاذ من أجل انتعاش الاقتصاد اليوناني فإنه لا يمكن تفادي تطبيق إجراءات وإصلاحات صعبة، سننتظر الآن مبادرات السلطات اليونانية"، مشيرا إلى أن مجموعة اليورو ستناقش هذا الموقف غدا الثلاثاء

.ومع تصويت اليونانيين بكثافة على رفض خطة التقشف التي طرحها الدائنون، بات الاتحاد الأوروبي وفي مقدمته ألمانيا أمام معضلة "ما بين دفع اليونان إلى الخروج من منطقة اليورو، أو إبقائها فيها رغم كل الصعوبات"، بحسب ما يرى محللون.

وينظر إلى اجتماع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في وقت لاحق اليوم في باريس بأنه يفترض أن "يعطي بوادر إجابة على هذه المسألة" قبل قمة اليورو المقررة غدا .

واتفق عدد من القادة الأوروبيين من برلين إلى روما قبل الاستفتاء في اليونان على اعتبار فوز معسكر الرفض لخطة الدائنين (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) وفق ما دعت اليه حكومة اليسار الراديكالي اليونانية هو بمثابة "رفض لليورو بل حتى لأوروبا".

ومع تجاهل الناخبين اليونانيين هذا الأمر، باتت المسألة مطروحة الآن على الاتحاد الأوروبي الذي يشهد أخطر أزمة يواجهها منذ تأسيسه

.لاتوجد حلول سهلة وعقب إعلان نتيجة الاستفتاء، قال رئيس الحكومة اليونانية "أليكسيس تسيبراس" إنه طلب من رئيس البلاد الدعوة الى اجتماع للقادة السياسيين في وقت لاحق اليوم، داعيا إلى تشكيل "جبهة وطنية قوية" تتولى عملية التفاوض للخروج باليونان من أزمتها المالية

.وأضاف تسيبراس، في تصريحات له، أن حكومته التي تعارض التقشف مستعدة لاستئناف المحادثات مع الدائنين الدوليين وذلك بعد أن رفض الناخبون اليونانيون شروط خطة الإنقاذ رفضا مدويا في الاستفتاء الذي جرى أمس .

وحذر رئيس الوزراء اليوناني من أنه لا توجد "حلول سهلة"، ولكن يمكن أن يتم التوصل إلى نتيجة "عادلة" لكلا الجانبين .

من جانبه، وصف وزير المالية الهولندي يورين دايسلبلوم رئيس وزراء مالية منطقة اليورو نتائج الاستفتاء اليوناني بأنها "مؤسفة للغاية"، مشيرا إلى أن مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو سيناقشون هذا الوضع غدا .

وقال ديسلبلوم، في بيان صدر عنه ، "إن هذه النتيجة مؤسفة للغاية بالنسبة لمستقبل اليونان"، مضيفا "من أجل تعافي الاقتصاد اليوناني فلا مفر من فرض تدابير وإصلاحات صعبة".

وسيكون اجتماع مجموعة اليورو المقرر عقده غدا الثلاثاء بمثابة اجتماع تحضيري لقمة زعماء الاتحاد الأوروبي المقرر أن تعقد مساء ذات اليوم وفقا لمصادر بالاتحاد الأوروبي .وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن اعتقاده بأن اليونان "متروك لها اتخاذ الخطوة التالية بعد رفض شروط الإنقاذ للدائنين الدوليين".وأضاف شتاينماير، في تصريح له، "إن الأمر الآن متروك لليونان في المقام الأول لتقرر ما النتائج المترتبة التي يجب اتخاذها ..ولذلك فإن الكرة في ملعب أثينا".

وكان وزير الاقتصاد الألماني، زيجمار جابريل، أول من علق على نتيجة الاستفتاء في اليونان بالقول "يصعب تصور مفاوضات جديدة بين الأوروبيين وأثينا"، معتبرا أن رئيس الوزراء اليوناني"ألكسيس تسيبراس" "قطع آخر

الجسور".بدوره، قال وزير المالية السلوفاكي بيتر كازيمير وهو من المتشددين ضد اليونان، "إن كابوس مهندسي اليورو المتمثل في احتمال خروج بلد من النادي يبدو سيناريو واقعيا".وقال رئيس الوزراء الفنلندي يوها سيبيلا، "إن شعب اليونان اختار مسارا غير مؤكد لبناء مستقبلهم.

.وأنه يتعين على الحكومة اليونانية أن تخبر دول منطقة اليورو الآخرين عن كيفية اعتزامها تحقيق استقرار للوضع"، وذلك بعد رفض الناخبين اليونانيين شروط الإنقاذ التي وضعها المقرضون الدوليون .   

نقلًا عن وام