منظمة الصحة العالمية

رحبت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بحصولهما على موافقة بإيصال الإمدادات الإنسانية الضرورية هذا الأسبوع إلى سكان الأماكن المحاصرة في بلدات "مضايا" و"الفوعا" و"كفريا" بسوريا، لكنهما أكدتا أن الفرصة الممنوحة لتوصيل هذه الإمدادات تبقى غير كافية إذ الحاجة الأكبر اليوم هي الفك الفوري للحصار المفروض على المدنيين العزل في أنحاء من سوريا.

وقالت المنظمتان، في بيان مشترك اليوم، "إن هناك حاجة لتقييم احتياجات السكان الصحية وتوفير الرعاية الطبية الغذائية لهم"، وناشدتا جميع أطراف النزاع احترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتسهيل الوصول في جميع مناطق البلاد بشكل فوري ودون انقطاع.

وأشار البيان إلى أنه خلال مهمتهما الإنسانية في "مضايا"، التقت طواقم منظمتي الصحة العالمية و "اليونيسيف" العديد من الأطفال والبالغين الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية الحاد والتوتر، ونبهتا إلى أن القدرة على إنقاذ حياة المدنيين هنالك باتت محدودة، خاصة في ظل انهيار الخدمات الصحية والطبية بما فيها التحصين، حيث لم يحصل الأطفال الصغار في "مضايا" على التلقيح ضد شلل الأطفال أو الحصبة أو الأمراض الأخرى لما يقرب من عشرة أشهر.

وأكد البيان أن "مضايا" ليست حالة منفردة في سوريا، فالأطراف المختلفة تحاصر المدنيين في 15 موقعا مختلفاً بالبلاد يعيش فيها حوالي أربعمائة ألف شخص بعضهم محاصر منذ سنوات لا يستطيعون الوصول إلى الطعام والمياه النظيفة والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى سوى بشكل محدود للغاية، الأمر الذي أدى إلى وفاة العديد، خاصة الأطفال والمسنين منهم.

وذكر البيان أن انتهاج سياسة إيصال الإمدادات الإنسانية بشكل متقطع بمثابة "تكتيك حربي"، معتبرا ذلك "انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي".وحذرت المنظمتان من أن أي تأخير في إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومنتظم لجميع المناطق السكنية المحاصرة والتي يعصب الوصول إليها في سوريا سيزيد من عدد وفيات المدنيين.