مايكل أورين

ألقى سفير إسرائيل السابق لدى الولايات المتحدة وعضو الكنيست مايكل أورين باللوم على الرئيس الأمريكي باراك أوباما في توتر العلاقات الامريكية - الإسرائيلية.وقال أورين، في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم /الثلاثاء/، إن كلا من أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ارتكبا أخطاء تسببت في الخلاف الأمريكي- الإسرائيلي، لكن "ثمة واحد فقط هو من أفسد كل شئ بشكل متعمد"، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي .
ورأى أورين أن إسرائيل أخطأت في كيفية الإعلان عن توسعها في المجتمعات والأحياء اليهودية في القدس على حدود ما قبل 1967، مشيرا إلى أن هذه الأنباء خرجت خلال مناسبتين أثناء اجتماعات لنتنياهو مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يعد صديقا قويا لإسرائيل، وأن بايدن شعر بشكل مفهوم بالاستياء.وأضاف أورين انه حتى عندما ساند البيت الأبيض إسرائيل، وعرقل قرارات معادية لها في الأمم المتحدة، استمر التوسع الاستيطاني في أحيان كثيرة.

وفي لقاء بالمكتب البيضاوي في مايو 2012، بدأ نتنياهو وكأنه يلقي محاضرة أمام أوباما حول عملية السلام، وفي وقت لاحق من ذلك العام، تردد أنه يدعم المنافس الجمهوري ميت رومني في الانتخابات الرئاسية، وهذا الربيع، انتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي السياسة العامة لأوباما حول إيران امام اجتماع مشترك للكونجرس تم ترتيبه حتى دون إبلاغ الرئيس.
غير أن أورين أوضح أن العديد من أخطاء إسرائيل لم ترتكب من جانب نتنياهو شخصيا، فخلال اللقائين مع بايدن، على سبيل المثال، جاءت التصريحات الخاصة بالتوسع في الاحياء اليهودية من جانب مسؤولين من ذوي المستوى المتوسط فاجأوا أيضا نتنياهو الذي اعتذر شخصيا لنائب الرئيس الامريكي.

وأشار أورين إلى أن خطأ نتنياهو المتعمد الوحيد يتمثل في خطابه أمام الكونجرس، وهو الأمر الذي انتقده السفير السابق، لكنه رأى انه حتى ذلك الخطأ، جاء كرد فعل "لخطأ مدروس" من جانب أوباما، فمنذ اللحظة الأولى لتولي الرئيس الأمريكي لمنصبه، وضع أوباما على قمة جدول أعماله الدفاع عن القضية الفلسطينية وعقد صفقة نووية مع إيران، ومن شأن أي سياسة منهم أن تضعه في خلاف مع أي قائد إسرائيلي، ولكن أوباما شكل تحديا جوهريا اكثر من خلال تخليه عن مبدأين أساسيين للتحالف الإسرائيلي-الأمريكي (حسب قوله).وأوضح أن المبدأ الأول كان "ليس في وضح النهار"، فدائما كانت الولايات المتحدة وإسرائيل على خلاف ولكن لم يكن علنا أبدا، ومن شأن ذلك أن يشجع الاعداء المشتركين للجانبين ويجعل اسرائيل عرضة للخطر، وخلافا لكثير من منتقديه، لم يكن أوباما مطلقا معاديا لإسرائيل، ويحسب له أنه عزز بشكل كبير التعاون الأمني مع الدولة اليهودية، بل انه هرع لمساعدة إسرائيل في عام 2011 عندما دمرت النار غابات الكرمل. ورغم ذلك، وضع اوباما سياسة "في وضح النهار" بين اسرائيل والولايات المتحدة. اما المبدأ الأساسي الآخر فهو "لا للمفاجآت"، وهو ما تخلى عنه أوباما في أول لقاء له مع نتنياهو، في مايو 2009، من خلال المطالبة فجأة بتجميد الاستيطان وقبول إسرائيل بحل الدولتين، وفي الشهر التالي سافر الرئيس الامريكي إلى الشرق الأوسط، متجاهلا إسرائيل وموجها خطابه إلى العالم الإسلامي من القاهرة.
ورأى عضو الكنيست الاسرائيلي أن التخلي عن مبدأي "ليس في وضح النهار" و"لا للمفاجآت" بلغ ذروته فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، وقال إنه طوال السنوات التي قضاها في واشنطن، شارك في مناقشات صريحة مع مسؤولين أمريكيين حول البرنامج النووي الإيراني. واختتم بالقول إن السنوات الست الماضية شهدت أزمات متلاحقة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وهناك حاجة لوضع الأمور في نصابها، ولكن الحاجة الأكبر تكمن في ضمان حد أدنى من الأخطاء مستقبلا ومنع المزيد من تقويض التحالف الحيوي بين الجانبين.