رقة "موسواييلي" الفولكلورية من قرية لونكافيتا


 تشهد  لونكافيتا احتفالات خاصة خلال عيد الميلاد يرتدي خلالها شبان هذه القرية الواقعة في شرق رومانيا ملابس تنكرية غريبة مصنوعة من جلود الأغنام ويضعون أقنعة مرعبة بهدف "طرد الأرواح الشريرة". 

ويتجمع الشبان في مجموعات يضم كل منها حوالى عشرين شخصا متنقلين من منزل إلى آخر ومؤدين اغنيات ورقصات تمتزج فيها التقاليد المسيحية بالوثنية.

وتقول الاختصاصية في علم الاثنيات دوينا ايسفانوني لوكالة فرانس برس "أناشيد ميلادية كثيرة رائجة في جنوب اوروبا هي مزيج بين طقوس قديمة لعبادة الشمس وترانيم مسيحية" للإعلان عن ميلاد السيد المسيح.

وتضيف "الإنسان يخاطب القوة الإلهية على أمل أن تسهم هذه الطقوس في تطهير أسرته وتكون صلاته من اجل حياة أفضل مستجابة".

وفي لونكافيتا، تترافق الأناشيد مع الرنين القوي لأجراس ضخمة يزن كل منها أكثر من كيلوغرامين ويتم ربطها بأحزمة الأشخاص الذين يرتدون هذه الملابس الغريبة المعروفين بإسم "موشوي" والذين يتعين عليهم القفز لقرع الأجراس.

وإذا كان المضيفون الذين يقصدهم الشبان راضين عن هذه الممارسات، فإنهم يقدمون لهم فواكه وسكاكر والقليل من المال.

وتلفت ايسفانوني الى ان الـ"موشوي" (وهي عبارة مشتقة من كلمة "موس" الرومانية التي تعني الجد أو المسن) "هي تجسيد لأحد الاسلاف الاسطوريين يأتي لنصرة الانسان عبر طرد القوى الشريرة".

وتوضح أن هذا الكائن الخيالي "له وظيفة مزدوجة، فهو يقوم بحمايته من جهة، ويرمز من جهة اخرى الى الوفرة من خلال الملابس" المزخرفة على نحو مميز.

وقد صمد هذا التقليد المتوارث عبر الاجيال ابان حقبة النظام الشيوعي عندما كانت شخصية سانتا كلوس "ممنوعة" في رومانيا، لكنه شارف على الزوال في التسعينات قبل احيائه من جانب غيورغي تراندافير وهو مدرس محلي متحمس لهذه الممارسات.

ويقول تراندافير "وقعت في حب هذا التقليد منذ طفولتي. وعندما رأيت أنه بات مهددا بالاندثار، بدأنا بتصنيع أزياء وأقنعة وأجراس لاعطائها للاطفال" بهدف التشجيع على المشاركة في مسابقات واحتفالات.

ويضيف "عمري 60 عاما، أيامي المتبقية ليست بكثيرة، لكن يجب عدم السماح بتاتا بزوال هذا التقليد، هذا اجمل ما في لونكافيتا"، لافتا الى ان هذه الطقوس تجذب عددا كبيرا من السياح الى القرية.