لافروف وكيري

لتقى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الاثنين في جنيف لمدة 80 دقيقة في اجواء من التوتر الشديد حيث اجريا محادثات صعبة حول الازمة الاوكرانية التي تجاوزت حصيلة ضحاياها منذ نيسان/ابريل 2014 الستة الاف قتيل بحسب الامم المتحدة.

واستغرق اللقاء بين كيري ولافروف ثمانين دقيقة ولم يرشح اي شيء عن مضمونه على الفور، في وقت يسود فيه هدوء نسبي في شرق اوكرانيا بين المتمردين الانفصاليين وقوات كييف.

واشار وزير الخارجية الروسي في ختام اللقاء الى "تقدم ملحوظ" في تطبيق اتفاقات السلام الاخيرة الموقعة في مينسك في 15 شباط/فبراير، موضحا ان "وقف اطلاق النار يطبق ويتم سحب الاسلحة الثقيلة" من شرق اوكرانيا.

وقد اتهم وزير الخارجية الاميركي مؤخرا المسؤولين الروسي بانهم "كذبوا" عليه بخصوص المعارك، ما اعتبر مؤشرا على محادثات محتدمة مع لافروف. لكن احد اعضاء الوفد المرافق لكيري خفف من اهمية تصريحاته وقال طالبا عدم كشف هويته ان وزير الخارجية الاميركي كان يتحدث عن "جهاز الدعاية الروسي".

 وفي حين تتراجع انتهاكات وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 15 شباط/فبراير، قال مسؤول اميركي يرافق كيري في جنيف "من المبكر جدا معرفة ما اذا كنا تخلصنا من كل العقبات".

 © اف ب
وزير الخارجية الاميركي جون كيري في واشنطن في 26 شباط/فبراير 2015 
© اف ب سول لوب
من جهته قال كيري في مؤتمر صحافي "اشعر بامل كبير انها بداية تغيير سيعني تحسنا للجميع". واضاف الوزير الاميركي "آمل ان ذلك سيكون الطريق نحو المزيد من الانفراج وليس المزيد من خيبات الامل".

واقر كيري بان وقف النار الذي تم التوصل اليه في اتفاقات مينسك "لم يصل بعد الى وقف تام لاطلاق النار" لكن "املنا في انه سيصبح كذلك في الساعات المقبلة وبالتاكيد في الايام المقبلة".

وتزامن الاجتماع مع صدور تقرير جديد للامم المتحدة حول حقوق الانسان في اوكرانيا افاد عن سقوط اكثر من ستة الاف قتيل منذ بدء النزاع في هذا البلد في نيسان/ابريل 2014.

وندد المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة زيد رعد الحسين ايضا ب"دمار هائل لحق بالمدنيين والبنى التحتية"، مضيفا "ان النساء والاطفال والمسنين والمجموعات الضعيفة هي الاكثر تضررا".

ومن المرتقب ايضا ان يبحث وزير الخارجية الاميركي مع نظيره الروسي المناقشات الجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بشأن احتمال فرض عقوبات جديدة على موسكو.

وصرحت هايدي تاليافيني التي تتراس مجموعة الاتصال حول اوكرانيا التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا الجمعة امام مجلس الامن الدولي ان النزاع الاوكراني وصل "الى مفترق طرق مع خطر تصعيد جديد".

وتتجه الانظار بشكل خاص الى مدينة ماريوبول المرفأ الاستراتيجي على بحر ازوف واخر مدينة في المنطقة ما تزال تحت سيطرة كييف. ويندد الجيش الاوكراني منذ ايام بحشد للقوات المعادية فيها وبتحليق طائرات بدون طيار.

وتتهم كييف والغربيون موسكو بتسليح المتمردين الانفصاليين وبنشر قوات نظامية في شرق اوكرانيا. لكن روسيا تنفي من جهتها اي ضلوع لها في النزاع.

وفي رد فعل على مقتل المعارض الروسي بوريس نيمسوف برصاص مجهولين مساء الجمعة في وسط موسكو، ربط الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو هذه المأساة بالوضع في اوكرانيا.

وقال ان نائب رئيس الوزراء الروسي الاسبق كان يستعد "لاعلان ادلة على مشاركة القوات الروسية في النزاع في اوكرانيا".

وقد افرج عن النائب الاوكراني الكسي غونتشارنكو الذي اوقف الاحد في موسكو على هامش مسيرة تكريم لذكرى بوريس نيمتسوف المعارض للكرملين بدون ان توجه الشرطة اليه اي تهمة.

وكان يشتبه بضلوع غونتشارنكو في الحريق الاجرامي الذي اندلع في الثاني من ايار/مايو الماضي في مبنى عام في مدينة اوديسا شرق اوكرانيا حيث قضى اكثر من 40 شخصا حرقا معظمهم من الناشطين الموالين لروسيا بعد مواجهات مع ناشطين موالين لاوكرانيا.

واكد محاميه مارك فيغين لوكالة فرانس برس الاثنين ان النائب الذي اوقف بتهمة "رفض الامتثال"، تم اطلاق سراحه مساء الاحد.

وقال "استطيع ان اؤكد انه لم توجه اليه اي تهمة وانه لن يمثل امام المحكمة وسيغادر جوا اليوم" الى اوكرانيا.

وعلى صعيد الطاقة، تدخل الاتحاد الاوروبي في مسعى لنزع فتيل نزاع جديد بشأن الغاز في وقت بدأت فيه شركة غازبروم الروسية العملاقة الاسبوع الماضي بتزويد المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين بالغاز مباشرة بدافع ان كييف اوقفت امدادها.

وابدى نائب رئيس المفوضية الاوروبية ماروس سيفكوفيتش رغبته في انتزاع اتفاق الاثنين من كييف وموسكو لضمان امدادات الاتحاد الاوروبي، اثناء اجتماع يعقد بعد الظهر في بروكمسل مع وزيري الطاقة الروسيي والاوكراني.

وقال المفوض في تغريدة "آمل التوصل الى نتيجة ايجابية" في هذا الاجتماع الثلاثي مع الروسي الكسندر نوفاك والاوكراني فولوديمير ديمتشيشين الذي سيبدأ في الساعة 14,00 بتوقيت غرينتش في بروكسل.

واوضح مصدر مقرب من الملف ان هذه الوساطة يفترض ان تسبقها محادثات تتناول "جوانب مختلفة".

ويمر نحو 15% من واردات الاتحاد الاوروبي الاجمالية من الغاز عبر اوكرانيا.

نقلاً عن أ ف ب