كثيرة هي المعلومة الخاطئة التي تجول في فلك الوجبات المحضرة من البطاطس إلا أن العلماء اكتشفوا مدى فعاليتها في تخفيض الوزن شرط الالتزام بالطرق الصحية لتحضيرها. سان خوسيه: في أية قائمة طعام كانت في مطاعم بلدان العالم فاننا لا بد ان نجد البطاطا( او البطاطس) من بين أنواع المأكولات المرغوبة على لائحة الوجبات، خاصة في أوروبا التي اكتشف المبشرون الرهبان الاسبان مكان نشأة هذه الثمرة الطيبة خلال نشرهم الدين المسيحي فزرعوها في بلادهم ثم انتشرت في أوروبا والعالم، واصبحت اليوم احد أهم وجبات الطعام . حين تقدم البطاطا مشوية او مطبوخة او مقلية يتهافت الجميع على أكلها ، وفي الكثير من الحروب كانت الثمرة الوحيدة التي سدت جوع الفقراء، خاصة ان تحضير اي وجبة من البطاطا أمر عملي وسهل. عرفت البطاطا قبل 15 ألف سنة في فنزويلا وتشيلي والبيرو باميركا الجنوبية وأهم الشعوب التي اعتنت بزراعتها هي شعب الأنكا العريق فزرعها في أودية جبال الانديز وكان يسميها " بابا"او كويشوا" ما يعني الدرنة بسبب شكلها، ومن هنا جاءت تسميتها بالانجليزية بوتيتوس. وخلال القرون والعقود الطويلة تعرضت هذا الثمرة في أوقات كثيرة للعداء ووصفت بانها السبب في السمنة، حتى ان بعض الشعوب الاوروبية وصفتها بثمرة الشيطان، بسبب شبه ادمان البعض عليها، ما جعل رجال دين كاثوليك نهاية القرن ال19 ينصحون بعدم أكلها، لكن اتضح اليوم ان هذه التقديرات غير واقعية. واليوم ينصح باكل البطاطا لما تحتويه من عناصر مفيدة للصحة، فهي غنية بالفيتامين بي 1 وبي 2 وبي6 وفيتامين سي، وتعتبر مصدرا مهما للبروتينات. ورغم بساطة انتاجها لهذه العناصر، لكن للبطاطا قيمتها البيولوجية الحقيقية وهي الأعلى بين أغلب انواع الخضار وينصح باكلها بقشرتها لان العناصر المفيدة تكون بين القشرة واللب، وذلك بعد غسلها جيدا. ورغم ان البعض ما زال يعتبر البطاطا سبب السمنة، الا ان الكثير من البحوث العلمية أثبتت ان كل حبة وزنها مائة غرام تحتوي على 21 في المئة فيتامين بي 6 و8 في المئة نياسين و17 في المئة فيتامين سي و7 في المئة حامض البنتوثينيك و21 في المئة بوتاسيوم و6 في المئة مغنسيوم و7 في المئة فوسفور. والباقي ما بين ماء وألياف وهي عناصر تحمي من أمراض السرطان. أم سوء الفهم للبطاطا فسببه المواد التي تضاف إليها عند التحضير، فالبطاطا المقلية بالزيت تزيد السعرات الحرارية خاصة عند إضافة الكاتشاب والمايونيز إليها، وثبت بانها مفيدة لمن يريد تخفيض وزنه، لكن لا ينصح بتناولها بكثرة لمن يشتكي من السكري. ويصل حجم محصول البطاطا في العالم الى اكثر من 300 مليون طن ويعتبر رابع أهم عنصر تغذية للبشر، ويوجد منها أكثر من 5000 نوع، لكن مهندسي الزراعة يعملون دائما على تطوير الأنواع وتحسين المحاصيل خاصة في أميركا الجنوبية المنشأ الاصلي لها. أما أكبر مختبر لبحوث زراعة البطاطا فيوجد في البيرو، حيث يقوم المهندسون هناك على تطويرها وزرعها في وديان جبال الانديز، ومن هذه الأنواع البطاطا الوردية والبنفسجية والمسماة غالا وفيتلوت وهي منتشرة جدا في البيرو وهي ثمرة لونها الداخلي بنفسجي داكن مائل الى الأزرق، لذيذة الطعمة وباهظة الثمن.