المواطن السوري محمد محي الدين انيس

لاقت صورة محمد محي الدين انيس، البالغ من العمر 70 عامًا، وهو يستمع الى الموسيقى في غرفة نومه التي دمرتها الحرب، اهتمامًا لافتًا في جميع أنحاء العالم، عشية الذكرى السادسة للحرب في سورية. وقد انتشرت هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الأنترنت بشكل واسع. وتظهر الصورة محمد محي الدين على حافة سريره في غرفته التي دمرتها الحرب في مدينة حلب، جالسًا وسط الركام والغبار يستمع الى الموسيقى، بينما يدخل ضوء الشمس الى غرفة نومه من خلال النوافذ الزجاجية المحطمة.

والتقط الصورة المؤرقة جوزيف عيد، مصور وكالة "فرانس برس" والتي تشبه اللوحة الفنية. وحازت الصورة على اهتمام كبير في جميع أنحاء العالم منذ نشرها في يوم 9 مارس/آذار كرمز ليس فقط لخراب الحرب الوحشية في سورية، ولكن أيضا كرمز لإصرار الشعب السوري على التمسك بالحياة على الرغم من ظروفهم.

وكان المواطن السوري أنيس - المعروف أيضا باسم أبو عمر - تمَّ اللقاء معه للمرة الأولى في قصة مؤثرة نشرتها الوكالة الفرانسية في وقت مبكر من عام 2016، عندما كان يعيش في حي يسيطر عليه المعارضون في المدينة. وكان قبل الحرب، يعمل في بيع قطع غيار السيارات القديمة.

وكانت حلب قد سقطت بالكامل في ديسمبر/كانون الأول الماضي لتعود مرة أخرى تحت سيطرة الحكومة بعد أربع سنوات ونصف من القتال المرير. وكان سامي كيتز، رئيس مكتب وكالة "فرانس برس" في بيروت والمصور جوزيف عيد قد سافرا مؤخرًا إلى المدينة لتوثيق كيف كان يعيش سكانها مثل المدعو أنيس البالغ من العمر 70 عامًا في المدينة المدمرة التي كانت تعرف سابقا باسم "جوهرة سورية".

وتمكن الصحفيان من رؤية الدمار الذى حلَّ بالمدينة، حيث طافا حول منزل أنيس. وقام انيس بإشعال غليونه، وبدأ في الاستماع الى الأغاني التقليدية التي كتبها أحد المطربين السوريين المشهورين، محمد ضياء الدين. وقال "انه يعيده إلى ماضيه والأشياء التي كانت دائما عزيزة عليه وعلى أفراد أسرته، وبدونها سيفقد هويته". وأضاف "هذا هو السبب في انه يصر على البقاء واستعادة حياته مرة أخرى." وعلى الرغم من إننا في بداية العام السابع من الحرب الأهلية السورية، فان الحرب أبعد ما تكون قد شارفت عن الانتهاء.