المدنيين السوريين يهربون من الهجمات الروسية

خرج آلاف المدنيين من المدن السورية، هربا من المعارك في شمال وجنوب سورية، حيث تسبب هجومان مختلفان في نزوح جماعي في الأيام الأخيرة، وقال نشطاء من المعارضة السورية إن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم وأصيب العشرات عندما ضربت غارة جوية بلدة يسيطر عليها المتمردون شرق العاصمة دمشق

.

وفي منطقة عفرين الشمالية، قصفت الطائرات الحربية التركية البلدة الرئيسية، حسبما أفادت القوات الكردية السورية والمراقبين.

وقال مسؤول كردي كبير إن أكثر من 150 ألف شخص غادروا البلدة خلال الأيام القليلة الماضية. ودخلت الهجمات في مراحل حاسمة هذا الأسبوع، والتي كان أحدهما من الجيش السوري بدعم من روسيا، وآخر بقيادة تركيا مع المتمردين السوريين المتحالفين. وقد أظهر كلاهما كيف أن الأجانب وحلفائهم السوريين يعيدون تشكيل الخريطة بعد هزيمة تنظيم "داعش" في العام الماضي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن 30 شخصا قتلوا في غارة جوية يوم السبت على "زملكا" أصابت مجموعة من الأشخاص كانوا يحاولون الفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة من المنطقة المحاصرة للغوطة الشرقية.

وأكّد الدفاع المدني السوري المعارض أن الغارة الجوية أصابت العشرات، مضيفًا أن المسعفين الطبيين يحاولون جاهدين مساعدة المصابين. وفرّ عشرات الآلاف من سكان الغوطة الشرقية إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ يوم الخميس. وبث التلفزيون السوري الرسمي لقطات حية تظهر مئات من الرجال والنساء والأطفال يحملون أمتعتهم ويسيرون من بلدة "حمورية" التي تم السيطرة عليها من قبل القوات السورية.

وفي الوقت نفسه قال الجيش الروسي إن أكثر من 11 ألف شخص فروا من الغوطة الشرقية خارج العاصمة دمشق في الساعات القليلة الماضية مع تصعيد القوات الحكومية للهجوم على موقع للمتمردين، ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الميجور جنرال "فلاديمير زولوتوخين" قوله "إن حوالى 3 الاف شخص يغادرون كل ساعة منذ يوم السبت من خلال ممر انساني تديره الحكومة ويراقبه الجيش الروسي".
وأدت الغارات الجوية في سورية يوم الجمعة إلى مقتل أكثر من 100 شخص في الغوطة الشرقية، حيث هرب مدنيون وكثير من الجرحى من المناطق المحاصرة، وصعدت قوات الحكومة السورية هجومها في الضواحي الشرقية للعاصمة دمشق التي يسيطر عليها الثوار وأغلقت تحت غطاء القوة الجوية الروسية. وكانت القوات الحكومية قد شنت هجومًا ساحقًا لمدة ثلاثة أسابيع، حيث استولت على ما يقدر بـ 70٪ من المساحة المحاصرة، وخلف العنف أكثر من 1.300 قتيل مدني و 5000 جريح وأجبر الآلاف على الفرار إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وجاءت حصيلة القتلى يوم الجمعة بعد مرور أكثر من سبع سنوات على الحرب الأهلية التي دارت رحاها في سورية وأودت بحياة نحو 450 ألف شخص وشردت نصف سكان البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف من قبل القوات الحكومية والروسية أسفر عن مقتل ما مجموعه 76 شخصًا في الغوطة الشرقية، بينهم 64 قُتلوا في كفر بطنا و 12 آخرين في سقبا. وأضافت أن القوات الحكومية استولت ايضًا على بلدة جيسرين.

وقال سراج محمود عضو جماعة البحث والإنقاذ التابعة للحرس المدني السوري "إذا لم يتحرك العالم فسيتم إبادة الغوطة". وفي الوقت نفسه قال المرصد إن 36 شخصا آخرين قتلوا في بلدة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سورية، حيث تتعرض القوات التركية ومقاتلي المعارضة السورية المدعومة من تركيا للهجوم منذ 20 يناير/كانون الثاني.

ورفض الجيش التركي المزاعم القائلة بأنه قصف مستشفى في عفرين، حيث قام بتغريد لقطات جوية وصور للمستشفى العام في البلدة التي قال إنها أظهرت أنها ما زالت سليمة. وقال الجيش في بيان إن وحدات حماية الشعب الكردية السورية أو وحدات حماية الشعب الكردية تحاول خلق "نظرة سلبية" للجيش التركي. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم "يمكننا ان ندخل عفرين في أي لحظة".