الطفل عبدالرحمن أكرم عطرن

  كان يلعب الطفل عبدالرحمن أكرم عطرن، البالغ من العمر 14 عامًا، كرة القدم ، مع أصدقائه الأطفال، في أحد أزقة مدينة إب وسط اليمن , لكنها كانت آخر يوم يلعب فيها، بسبب ركله  للكرة.

سدد الطفل عبدالرحمن نجل عميد كلية التربية في مدينة اب  الكرة على مرمى خصمه لكنها ارتطمت، بمسلح حوثي يدعى عبدالله الديلمي " , استشاظ الديلمي غيظًا، بسبب ارتطام  الكرة بملابسه  ووجه مسدسه على رأس الطفل أمام أصدقائه ، وعلى مسافة صفر، أطلق رصاصتين على رأسه ثم تركه ينزف وولى هاربًا، في مشهد مروع لم تشهده البلاد من قبل.

نُقل الطفل عبدالرحمن إلى مستشفى الثورة في مدينة إب بعد أن دخل في موت سريري ، ثم نقل إلى أحد المشافي الخاصة في المدينة , وجهود الأطباء لم تنجح فالجمجمة، قد أصبحت بشقين، بعد أن اخترقت الرصاصتين رأس الطفل".

وأثارت استياء واسعًا في أوساط المجتمع اليمني، الذي أصبح ضحية لانتهاكات سلالة الحوثيين التي لم تعد تفرق بين مدني ومحارب أو طفل أو ذكر وانثى، بل تسعى إلى استعباد اليمنيين جميعًا على حد سواء.

 ولم يعد عميد كلية التربية الدكتور عطران، بوسعه أن يفعل شيئ فقتل فلذة كبده، جاء بعد أيام من تلقينه فتاة صغيرة حوثية، لرئاسة جماعة إب، نصوص الولاية ، وتحت التهديد، ليس في يده شىء سوى أن يرثي ابنه، دون أن يسيئ إلى المتسبب في ذلك.

قال أكرم، بعد دخول ابنه في موت سريري  "في آخر وقفة وداع لي بجانب ولدي عبدالرحمن الذي ما يزال جسده المنهك ذو الرأس (المحطم) المنتفخ بما تناثر مما كان يحمل داخله من أحلام وهو مستلق على سرير العناية الإلهية ، وقبل أن أغادر تراءت لي روحه الحبيسة فيه والمحتارة والتي لم تدر ما تفعل ؟! وأضاف أكرم بحزن شديد

"فهل تبقى في جسد بات يحاول طردها بعد أن صار وجودها فيه يرعبه أم هل تغادره إلى عالم لم تكن قد اشتاقت إلى وقت رحيلها إليه ؟ , وأردف ، "كأني سمعتها تقول يا والدي  اصبر واحتسب وابتسم ولا (تقتلني) بدمعة أو ألم !

ياوالدي .. قل لكل طفل أن يحذر أن يتواجد في ملعب أو شارع أو ساحة أو جوار بيته أو خارجه وفيه شخص لا يثق أنه رجل إلا إذا كان مسلحًا بأي آلة موت ليثبت لأولئك الأطفال أنه فعلًا رجل !" , وتابع أكرم حديثه بلسان طفله،"ياوالدي  قل لكل الناس أني أسأل الله العظيم أن لا يصيب أي منهم بمثل مصابي ، وأسألهم بالله العظيم أن لا يجعلوا مني مطية ولا سلعة لا سياسية ولا طائفية ولا انتقامية ولا لحصاد فتنة أو بث كراهية أو فرقة وروحي أمانة في أعناقهم جميعًا، ياوالدي , قل للناس جميعًا إني نذرت نفسي أن أرفرف حول كل (طفل) من أطفالهم كي أحميه وأنثر فوق رأسه بذور المحبة والسلام والأمل والبشرى بأن الله سيجعل مع العسر يسرًا وأن عدالة الله تعالى لن تقبل أن يستمر الظلم الذي أصابهم بسبب طغيان وجهل وأطماع آباءهم وسادتهم وكبراءهم وولاة أمورهم.

ويعد عبدالله الديلمي قيادي في جماعة الحوثيين، وينتمي إلى لاسلالة الهاشمية، التي تنتمي اليها جماعة الحوثيين، ويعتبرون أن لهم قداسة ، ويدعون أنهم من آل بيت رسول الله" , هذه القضيةأاشعلت وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن , أكد وزير الاعلام اليمني، معمر الارياني، أن مقتل الطفل عبدالرحمن ، "ستظل جريمة شاهدة على جرائم الحوثيين،واستهتارهم بدماء أبناء الشعب اليمني،الذين سيكتب التاريخ بدمائهم تلك ما تعرضوا إليه من مآسي وويلات ‎المليشيا الحوثية الايرانية ".

وقال الارياني في تغريدة على "تويتر"إن محافظة ‎إب الأبية التي نالها نصيب وافر من جرائم ‎المليشيا الحوثية الإيرانية لن يطول صمتها على جريمة قتل ‎الطفل عبدالرحمن وباقي الجرائم التي ارتكبها الحوثيون في حق ابنائها، وتابع "كلي ثقة في شيوخ إب ورجالها ونسائها بأنه سيأتي قريبًا اليوم الذي يردون فيه الصاع صاعين لمليشيا الظلام الكهنوتية".

‎‏قال الناشط اليمني بشير الشغدري  "في كل مكان في العالم كرة القدم توحد الناس وتؤلف بينهم الا عندنا في اليمن كرة القدم تقتل طفلًا ,وتابع "ليس لأنها خزقت عين أحدهم ولكن لأنها لامست ثوب الهاشمي المستورد عبد الله الديلمي".

 ‏وقال الكاتب محمد البعداني، في سياق تعليقه على الحادثة، "عبدالرحمن عطران طفل بريئ قتل عمدًا على يد سفاح حوثي في مدينة إب اليمني , وتابع "رحمك الله يا عبدالرحمن فلست الضحية الأولى لعصابة  الاجرام الحوثية".

 وقال المغرد علي حسن" ‏‏لم يستوعب المشرف الحوثي عبدالله الديلمي أن كرة الطفل عبدالرحمن أكرم عطران قد لوثت ثوبه الثمين فقرر معاقبته بالقتل" ,وأردف "نعم بالقتل برصاصة وجهها إلى رأسه ثمنًا لما اقترفه من ذنب" , وزاد بتعجب " نظافة الثوب أثمن من حياة طفل!! ".
 
‏أكد الكاتب اليمني مصفى ناجي أن مقتل الطفل عطران في إب حادثة أكثر من جنائية وليست مجرد انفلات أمني" ,وقال ناجي " إنها غطرسة ونشوة السيطرة" ,مضيفًا "هذا السلوك لا يأتي من قائمين على دولة، بل يعكس حقيقة الأمر الواقع في مناطق سيطرة الحوثي، "سيطرة أمراء الحرب"
 
‏وقال الصحافي اليمني، والمقرب من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح كامل الخوداني "قبل أيام كان عمداء ودكاترة جامعة إب يقدمون ولاية البيعة والسمع والطاعة لمندوبة عبدالملك الحوثي , وتابع "واليوم القيادي الحوثي "عبدالله الديلمي" يصوب مسدسه إلى راس ابن الدكتور أكرم عطران، عميد كلية التربية في جامعة إب،ذو العشر سنوات ويرديه قتيلًا لأن كرته لامست جسده النجس في وسط الشارع".
 
‏و ناشد الناشط الحقوقي محمد الأحمدي منظمة اليونيسيف والمنظمات المعنية بحقوق الطفل إطلاق حملة لتحذير أطفال اليمن من لعب الكرة في شوارع المدن الواقعة تحت سيطرة ‎مليشيا الحوثي".
 
مرفق لكم صور الطفل عبدالرحمن اكرم ، مع قاتله عبدالله الديليمي، بالاضافة الى صورة الكشافة التي تكشف حجم إصابة جمجة رأس الطفل.