سكان نيبال يحتاجون إلى المساعدة الفورية

أكد تقرير حديث أصدرته منظمة الأمم المتحدة، ونشر في وقت سابق من هذا الشهر، أن ما لا يقل عن 2.8 مليون شخص، أي ما يقرب من 10% من سكان نيبال يحتاجون إلى المساعدة الفورية والعاجلة، بعد مرور 3 أشهر من الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد، الواقعة عند جبل هيمالايا في 25 نيسان/ أبريل و12 أيار/ مايـو الماضيين.

وعلى أنقاض مدرستها السابقة تقف لفتاة نيبالية أمام الباب الذي تبقى من المدرسة حاملة كتاب بين يديها، فبابيتريا بوديال، البالغة من العمر 13 عامًا، تعد واحدة ضمن مليون طفل يعيشون في مناطق شديدة الخطورة ومعرضة باستمرار للفيضانات.

وتأتي مدرسة شاتورمالا Chaturmala الثانوية في غوركا Gorkha لتكون واحدة من المناطق الأكثر تضررًا من الكارثتين، حيث توفي 4 معلمين في المدرسة ليكنّ ضمن 9,000 شخص ممن لقوا حتفهم في 2 من الكوارث الطبيعية في غضون أكثر قليلاً من أسبوعين.

ووفقًا لمنظمة اليونيسيف Unicef فإن عدم وجود عدد كافٍ من المآوى وإغلاق المدارس فضلاً عن نقص المياه الصالحة للشرب وانتشار مياه الصرف الصحي هي أكبر 3 مخاوف يواجهها الأطفال في النيبال.
وفي سلسلة من الصور المؤلمة الصادرة عن المؤسسة الخيرية تظهر ساراسواتي سارو ماغار وهي تقف إلى جوار ابن أخيها (3 أعوام) خارج ملجأ مؤقت في سيندهولي.

وتعيش ساراسواتي، الذي تضرر منزلها في أعقاب الزلزال المدمر، في ملجأ مؤقت تم بناؤه من الحطام، كما تقول الطفلة إنها تفتقد الذهاب إلى المدرسة على الرغم من كونها تبعد ساعتين ذهابًا وإيابًا سيرًا على الأقدام، وأضافت أنها تخشى من الهزات الارتدادية المستمرة وينتابها باستمرار الشعور بالخوف من الموت.


 
وهناك صورة أخرى لديل بهادور دارين وهو يمسك بيد حفيدته آنجالي البالغة من العمر 13 عامًا، خارج منزلهم في لجنة تنمية قرية سالينتار في دهادينج  Dhading وهي منطقة أخرى تأثرت بقوة من الزلزال الذي وقع في 25 نيسان الماضي وفقدت خلاله آنجالي والدها ووالدتها وأخيها الأكبر.
وحالة ثالثة تكشف عنها الصور لإحدى السيدات وهي ريتا شريستا أثناء قيامها بإطعام ابنتها إلينا الكريشنا شيفوكوتي، عامان، داخل مطعم العائلة في ضاحية دولاخا التي كانت بؤرة الزلزال الذي وقع في 12 أيار الماضي وألحق الدمار بذلك المطعم.

وتعاني المناطق الأكثر تضررًا من صعوبة الوصول إليها وهو ما يزيد من الوضع المتفاقم هناك من نقص المياه والخدمات الصحية ما يضع الأطفال الذين أصبحوا غير قادرين على تلقي التعليم في خطر الاستغلال وسوء المعاملة، بما في ذلك الإتجار.

وقد تم التعرف على أكثر من 10,000 طفل ممن يعانون من سوء التغذية منذ وقوع الزلزال الأول، من بينهم أكثر من 1,000 طفل تزداد لديهم حدة سوء التغذية، ولا يزال أكثر من 200 طفل يعيشون من دون أبوين أو أحد مقدمي الرعاية، كما أن أكثر من 600 فقدوا أحد الأبوين في أعقاب الزلزال، في حين أصاب أكثر من 32,000 فصل الدمار وبما يقرب من 900,000 منزلاً تضررت أو دمرت.

وأعرب الأطفال الذين تم إجراء مقابلات معهم من قِبل وكالات الإغاثة في مسح كبير ضم ما يقرب من 2,000 مقابلة، وتم نشرها السبت الماضي، عن قلقهم إزاء عدم وجود خصوصية وخوف الأطفال الصغار من هجمات الحيوانات المفترسة، كذلك الفتيات يشعرن بأنهن عرضة للتحرش الجنسي.

وذكر لوسيا ويزرز Lucia Withers المسؤول عن التقرير أن عشرات الآلاف من الأطفال يعيشون في ملاجئ غير مؤهلة، وأن هناك سباق مع الزمن لتوفير الاحتياجات الأساسية من الملاجئ والحماية.

من جانبها، صرحت أوكسفام السبت الماضي، بأن الموقف سيء وخاصة بالنسبة للنساء العازبات وغالبًا الأرامل والمطلقات ممن يتواجدن في عزلة بحيث لا يتلقين سوى القليل من  الدعم من قِبل المجتمع المحلي.