المتهمون الثلاثة بريكي إلى اليسار وعديل الحق في المنتصف ورحمن إلى اليمين

يواجه ثلاثة شباب مسلمين السجن بسبب مساعدتهم الجهادي المراهق أسيل مثني على اتباع خطى شقيقه الأكبر والانضمام إلى تنظيم داعش المتطرف في سورية، واتهم الثلاثي بلعب دور في التخطيط لإرساله إلى هناك أمام محكمة أولى بيلي في لندن.
وكان مثنى عمره 17 عامًا عندما غادر المنزل في كاردييف فبراير/ شباط 2014 للانضمام إلى داعش ولم يعد منذ ذلك الحين، وهددت المحكمة بالكشف عن كون المراهق مثنى مثلي الجنس، حيث ناقش المحامون رسائل نصية بينه وبين أحد المتهمين ربما تؤدي إلى إلقائهم من أعلى بناية أو الرجم حتى الموت فى حالة علم التنظيم بذلك، واستمعت المحكمة إلى أن ناصر مثنى الشقيق الأكبر سافر إلى سورية مع 4 آخرين من كاردييف قبل 3 أشهر.


وساعد المتهمون الثلاثة "كريستين بريكي، وعديل الحق، وفراد رحمن" مثني في الوصول إلى سورية حيث تولى الثالث تمويل رحلة الرابع أما عديل الحق فلديه علاقات جيدة في سورية وكان يقدم المشورة، أما بريكي فساعد في شراء حقيبة وجعل المراهق مثني يستخدم الكمبيوتر، بعدما تحول إلى الإسلام وأصبح صديقًا جيدًا لمثني منذ أن عملا معًا في متجر للأيس كريم في كاردييف.
وأوضح الادعاء أن مثني كان يدرك هدفه جيدًا مدللين على ذلك بأشرطة الفيديو التي وجدت للصديقين يقفان بجانب أسلحة محلية الصنع في منطقة "أسدا هيل" في كاردييف، وقدم بريكي تفسيرات متنوعة لهذ اللقطات وزعم بشراء الأسلحة استعدادًا لرحلة تخييم.


وأصبح مثني ورحمن أصدقاء عبر الإنترنت وأرسل لصديقه فيديو له وهو يقف بجوار الأسلحة قائلاً  "إذا كنت تشاهد هذا المقطع فربما أكون ميتًا أو ربما أكون أسطورة أو شيء ما"، وعلمت المحكمة أن الصديقين التقيا في لندن وتبادل رسائل المحبة وأشارا إلى بعضم البعض بعبارات مثل "لطيف- فاتن- جميل".
وتكشف رسائل المحادثات بينهما عن نوع من التقارب العاطفي، حتى أن رحمن أعطى لمثني 117.5 إسترليني للحصول على جواز سفر بديل، وأعطاه 200 إسترليني لشراء تذكرة الطايران ودفع له أيضًا أجرة الحافلة التي نقلته إلى مطار غاتويك، وكان رحمن يعلم بمدى خطورة سفره إلى سورية حيث قُتل صديقه "افتخار جمعان" في معركة في سورية قبل شهرين.
وأفاد الادعاء "أنابيل دارلو" لمحكمة أولد بيلي بأن المراهق مثني قرر اتباع نفس طريق شقيقه الأكبر عن طريق الذهاب للقتال في سورية، ووصف رحمن، الذي نشأ في سيرنسيستر في غلوسيسترشاير وعمل في أحد مراكز الاتصالات، أنه لاعبًا رئيسيًا في مساعدة مثني للسفر إلى سورية، حيث ساعده في الحصول على جواز سفر بدل فاقد ودفع ثمن التذكرة من كارديف إلى مطار غتويك، واتجه مثنى إلى مكتب الجوازات وزعم ضياع جواز سفره وحصل على آخر.

وأخبر الادعاء دارلو أن الثلاثي يتقاسمون نفس الأيديولوجية الراديكالية ويدعمون شن الحرب في سورية، وكان اثنين من المتهمين هما رحمن وعديل الحق جزءًا من شبكة أصدقاء على الإنترنت متهمين بالصراع العنيف، وضمّت الشبكة اثنين من بورتسموث هما "توهين شاهينشا" و"مستقيم جمعان" والثالث كان افتخار جمعان والذي قتل في سورية لصالح داعش في ديسمبر/ كانون الأول 2013.


وظهر مثني في فيديو أسدا هيل بجوار السلاح وهو يعلن عن رغبته في ترديد أناشيد الجهاد، وسُمع في الفيديو وهو يصيح "الله أكبر" بشكل متكرر، وتحدث بالعربية قائلاً "تنظيم داعش في كارديف والعراق وسورية"، وكان هناك إشارة أيضًا إلى الغنيمة والرقة معقل داعش في سورية، وقال في الفيديو "إنه يشبه معسكر التدريب هنا".
واعترف رحمن أثناء المحاكمة أنه سمح لمثني باستخدام بطاقة الائتمان الخاصة به لكنه أصرّ على أنه كان يعتقد أنه ذاهب إلى سورية لمساعدة الناس من خلال الانضمام إلى الميليشيات المسلحة، مضيفًا "عندما ناقشنا ذلك لم يكن داعش ضمن خطتنا".
وقدم رحمن صديقه مثني إلى عديل الحق الذى أتاح لهم المساعدة عبر الإنترنت واستخدم علاقاته في سورية لتسهيل دخول مثني إلى البلاد على الرغم من عدم التقاء عديل الحق ومثني وجهًا لوجه، وأخبر رحمن هيئة المحلفين أنه فكر في الذهاب إلى سورية بنفسه لإحضار صديقته السابقة "أقصى محمود" من غلاسكو التي سافرت إلى سورية كعروس جهادية وشرعت في الدعاية لداعش عبر تويتر.
وألقى عديل الحق هاتفه من النافذة عندما داهمت الشرطة منزله في مارس/ آذار 2014 وعندما فحصته الشرطة عثرت على فيديو تم تصويره في سورية يظهر فيه مقاتلًا بريطانيًا يدعى خليل رؤوفي والذي قٌتل لاحقا في إحدى المعارك أثناء كتابة اسم تنظيم داعش على الحائط، ووجد نفس الفيديو في هاتف رحمن  أيضًا، إلا أنه زعم باعتقاده بأن ذهاب مثني كان لأسباب إنسانية وليس للقتال.
ووصِف بريكي ورحمن وعديل الحق بكونهم مذنبين لاتهامهم بالتحضير لأعمال متطرفة، كما أدين الثاني بتمويل المؤامرة المتطرفة، ويذكر شقيق افتخار جمعان الذي يدعى "شاهينشا" (27 عامًا) وجمعان (23 عامًا) من بورتسموث تم سجنهم سابقا لمدة 6 أعوام لكل منهما لمساعدة الناس في السفر إلى سورية للقتال لصالح داعش، وعندما أصدرت محكمة أولد بيلي قرارها بالسجن على المتهمين الثلاثة هز بريكي رأسه إلا أن المتهمين الآخرين لم يظهرا أيّة ردة فعل.
واستمعت المحكمة إلى أن ناصر مثني اكتسب سمعة سيئة عندما صنع مع جهاديين آخرين فيلمًا دعائيًّا لداعش يدعى "لا حياة من دون جهاد" والذي نشر في يونيو/ حزيزان 2014، وظهر في الفيديو بجانب واحد من أخطر المتطرفين وهو جون بجانب الكثير من المتطرفين الذين قتلوا 16 جنديًا سوريًا وعامل إغاثة أميركي.
ويعتقد أن الأخ الأكبر لمثني قتيل الآن بعد نشر نبأ مقتله على وسائل الإعلام الاجتماعية لداعش والتي زعمت مقتله في المنطقة الغربية من القلمون، ويخشى والدا مثنى من اتباع الابن الأصغر أسيل نفس خطى شقيقه الأكبر وقاموا بمصادرة جواز سفره إلا أن الأصدقاء الثلاثة ساعدوه على استخراج جواز سفر بدل فاقد وشراء تذكرة إلى تركيا، وقدموا له المشروة بشأن كيفية خداع السلطات.