رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري

أخلت محكمة تدعمها الأمم المتحدة للتحقيق في واقعة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005 سبيل الصحافية كارما خياط، إلا أنها أدانت الصحافية بسبب ازدراء المحكمة.

وصدر الحكم للمرة الأولى بواسطة محكمة خاصة للبنان مقرها لاهاي ما أثار تساؤلات بشأن حرية الإعلام وأولويات المحاكم الدولية في السعي إلى تحقيق العدالة.

وحكم القاضي نيكولا ليتيري، أن نائب رئيس قسم الأخبار في قناة "الجديد" اللبنانية كارما خياط، لم تقوض الثقة العامة في المحكمة لكنها أدينت بسبب ازدراء المحكمة نتيجة تجاهل الأمر القضائي بإزالة البث المنشور على موقع المحطة منذ عام 2012، وتم إعفاء المحطة التليفزيونية في كلتا الحالتين.

وذكر الادعاء أن عرض الشهود ربما يؤدى إلى إحجام الآخرين عن الإدلاء بشهادتهم في قضية اغتيال الحريري، إلا أن القاضي ليتيري أشار إلى عدم وجود أدلة لتأكيد ذلك.

واعترف القاضي بخصوصية الإجراءات مدليًا: "هذه حالة ازدراء غير تقليدية، حيث ترتبط بحرية تعبير وسائل الإعلام وحدود هذه الحرية في إطار القانون، إنها تنطوي على تهمة لم تتهم من قبل في محكمة دولية، وتعتبر الأولى من نوعها في تاريخ العدالة الدولية، حيث لا يجوز استخدام مهنة الصحافة كدرع لا يمكن اختراقه، وخصوصًا إذا ما تعلق الأمر بالمصالح المشروعة المختلفة، ويجب على الصحافة أن تزن الأمور جيدًا في ضوء أولويات المجتمع الديمقراطي".

وختم القاضي: "فيما يتعلق بسلوك الصحافية كارما خياط أفضل غض الطرف عمدًا عن عدم تنفيذها الحكم الذي يقضي بحذف حلقات البث في 12 آب / أغسطس عام 2012 من موقع قناة الجديد التليفزيونية، حيث أنها انتهكت النظام عن عمد".

وأضاف ليتيري: "على الرغم من ظهور بعض شهود العيان في المقابلات من دون ذكر أسمائهم، إلا أنه هناك معلومات كافية تساعد في التعرف عليهم".

وأوضح مؤيدو قناة "الجديد" أن كارما خياط أدينت في جريمة خطيرة، فضلًا عن عدم حذف المواد المنشورة على موقع القناة.

وأعربت خياط أنها لم تتلقى رسالة تطالبها بحذف الحلقات إلا أنه تم تبرئتها من جريمة أخطر وهي ترهيب الشهود، وذكرت لجريدة "الغارديان" في وقت سابق هذا العام أن الهدف من نشر القصة هو تسليط الضوء على المعلومات السرية التي تم تسربيها عن شهود المحكمة وليس تحديد شهود محتملين.

وتصف قناة "الجديد" التليفزيونية نفسها بكونها قناة عربية علمانية مؤيدة للديمقراطية تهدف إلى مكافحة الفساد، وحصلت القناة على معرفة دولية هذا العام بعد أن قطعت مذيعة صوت الميكروفون عن شيخ إسلامي أمرها بالصمت خلال لقاء له على الهواء، وتلقت المذيعة مزيدًا من الإشادة للدفاع عن حقوق المرأة.