الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تتسم العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بالتوتر، لا سيما في الفترة الأخيرة، حيث الهجوم الكيماوي في سورية، وتلقي واشنطن باللوم على موسكو في مساعدة النظام السوري على شنه، كما أنها زادت توترًا بسبب اغتيال العميل المزدوج في بريطانيا، سيرغي سيكربال، واتهام لندن لموسكو بقتله، ووسط كل ذلك يحاول أحيانًا الرؤساء التقرب من بعضهم بفعل وجود بعض المصالح المشتركة مثل القضاء على تنظيم "داعش" المتطرف في سورية.

 

ترامب يرغب في زيارة روسيا
وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الجمعة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عرض على نظيره الروسي فلاديمير بوتين زيارة روسيا، خلال مكالمة هاتفية، وقد ورد في وقت سابق من هذا الشهر أن ترامب دعا الرئيس الروسي لزيارة البيت الأبيض، لكن لافروف كشف أن "الرحلة المتبادلة" كانت جزءً من المناقشة.

ولفت لافروف إلى أن بوتين مستعد لعقد اجتماع، قائلًا "خلال مكالمة هاتفية تم الكشف عنها، عرض الرئيس الأميركي هذه الدعو، وقال إنه سيكون سعيدًا بالترحيب بالرئيس الروسي في البيت الأبيض، وأن يرد الزيارة"، فيما لم يعلق البيت الأبيض على تصريحات لافروف، بينما شدد لافروف على أن ترامب هو من قدم هذا الاقتراح، مضيفًا "نفترض أنه سيجعله أكثر تحديدًا في المستقبل".

بداية توتر العلاقات 20 مارس/آذار
وطردت إدارة ترامب 60 دبلوماسيًا روسيًا ردًا على هجوم تسمم جاسوس روسي سابق يعيش في بريطانيا بغاز الأعصاب، وذلك منذ آخر مكالمة هاتفية بين الرئيسين في 20 مارس/ آذار الماضي، وتلاشت العلاقة الفاترة بالفعل بين واشنطن وموسكو في أعقاب هجوم بالأسلحة الكيماوية في سورية، حيث ألقت حكومة بوتين باللوم على المملكة المتحدة لشن الهجوم.

وقال ترامب يوم الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي "لم يكن هناك أي شخص أكثر صرامة على روسيا من الرئيس دونالد ترامب"، وشكا يوم الجمعة على "تويتر" من أن منظمة "أوبك" النفطية تبقي أسعار خام النفط مرتفعة بشكل مصطنع، وهي محاولة مستترة للإشارة إلى النفوذ الاقتصادي على روسيا، ويمثل قطاع النفط والغاز نحو 16% من الناتج المحلي الإجمالي الروسي وأكثر من نصف الإيرادات التي تذهب إلى ميزانيتها للدولة.

روسيا ترحب القمة الأميركية الكورية
وقال لافروف أيضًا الجمعة، إن موسكو رحبت بالقمة المتوقعة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون، موضحًا  "لا يمكننا أن نتمنى فشل هذا الاجتماع"، مضيفًا "سيكون الأمر خطير حال وقوع أزمة عسكرية واللوء لحل عسكري في شبه الجزيرة الكورية،  لذلك نأمل بشدة أن يبدأ ترامب عملية تخفيف حدة التوتر".

وتعززت احتمالات عقد قمة "ترامب وكيم" بأخبار صادمة في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو قد ذهب إلى بيونغ يانغ لمقابلة كيم بشأن الاتصال الأهم بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية خلال عقدين تقريبًا، وقارن لافروف تصريحات الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قبل الاجتماع بالتوترات بين "الملاكمين" قبل المباراة، وقال "قبل بدء محادثات جادة، فإنهم مثل الملاكمين يدخلون الحلبة ويظهرون أمام بعضهم البعض قبل القتال."

وتتمتع روسيا بعلاقات دافئة نسبيًا مع كوريا الشمالية، التي تشترك معها في حدود برية صغيرة، واتهمت إدارة ترامب في وقت سابق من هذا العام روسيا بمساعدة بيونغ يانغ على تجنب بعض العقوبات الدولية عن طريق تزويد البلاد المعزولة بالوقود.