الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، العديد من المحادثات خلال قمة مجموعة العشرين لهذا الشهر بقدر أكبر مما اعترف به البيت الأبيض، وكان الرئيس ترامب قد أجرى محادثتين على الأقل مع بوتين، بما في ذلك محادثة تم اكتشافها هذا الأسبوع، بالإضافة إلى مصافحة قصيرة، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه "ربما كان قد اجتمعا نحو 3 مرات فقط، ربما ذهبوا إلى المرحاض معًا - وهذا هو اللقاء الرابع".

وأشار لافروف إلى أنه، خلال لقاء مجموعة العشرين كان هناك غرفة حيث يجتمعون قبل بدء الحدث، "لأنهم لا يستطيعون الوصول في نفس الوقت على متن حافلة، وتحدث أيضا عن التقارير المطوّلة عن دردشة عشاء مجموعة العشرين بين ترامب وبوتين لهذا الأسبوع، وكان ترامب وبوتين قد عقدا اجتماعا ثنائيا رسميًا خلال القمة في هامبورغ في ألمانيا، والثاني، الاجتماع الذي لم يكشف عنه من قبل خلال حفلة العشاء لزعماء العالم. 

وانتقد ترامب التغطية التلفزيونية ليلة الثلاثاء في تغريدة له قائلا إنّ "القصة الوهمية لعشاء سري مع بوتين ما هي إلا مجرد هراء، وجّهت المستشارة الألمانية الدعوة إلى جميع زعماء مجموعة العشرين، والأزواج، الصحافة تعرف ذلك، الأخبار الوهمية أصبحت غير مهنية على نحو متزايد، حتى أن العشاء المعد لأكبر 20 زعيمًا في ألمانيا تم تصويره بأنها ذا دوافع خبيثة".
وذكر البيت الأبيض في بيان له أنه مجرد "محادثة قصيرة"، إلا أن صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست، أكّدتا أنّ الاجتماع استمر لمدة ساعة، طبيعة الاجتماع - مع عدم وجود مسؤولين أميركيين حاضرين لتدوين الملاحظات - يعني أن معرفة ما حدث يعتمد كليًا على تذكر الرئيس للأحداث. 

ويمكن أن يفسر الاجتماع غير المكشوف التباينات بين النسخ الروسية والأمريكية لما تحدثوا عنه في مجموعة العشرين، وكتب ترامب في 9 تموز / يوليو الماضي أن "العقوبات لم تناقش في اجتماعي مع الرئيس بوتين، لن يتم أي شيء حتى يتم حل المشاكل الأوكرانية والسورية"، وقال بوتين في وقت لاحق، إنه قد ضغط من أجل عودة المجمعات الدبلوماسية المملوكة للروس التي استولت عليها إدارة أوباما انتقاما من تدخلات الانتخابات الروسية. 

ووفقًا للبيت الأبيض، ترامب اقترب من بوتين وميلانيا في نهاية الوجبة، وكان ترامب يجلس بين أكي أبي زوجة رئيس الوزراء الياباني وجوليانا عواضة زوجة الرئيس الأرجنتيني موريسيو ماكري، وقال البيت الأبيض إن كل زعيم لم يسمح له سوى مترجم واحد، وان المترجم الأميركي يتحدث اليابانية وليس الروسية، لذلك فان المحادثة مع بوتين استخدمت الروسية.
وقال البيت الأبيض، إنّ "التلميح بأن البيت الأبيض قد حاول إخفاء الاجتماع الثاني هو كاذب، وخبيث"، ولم يتضح بعد من قام بهذا التوضيح إلا أن البيت الأبيض لم يكشف عن الاجتماع في أي شكل من الأشكال حتى يوم الثلاثاء، وفي الواقع كان إيان بريمر رئيس مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية الذي كان أول من كشف عن الاجتماع في مذكرة إلى العملاء، وقد يفسر عدم وجود معلومات عن الاجتماع في ذلك الوقت جزئيا أن الصحافة توقفت عن مشاهدة العشاء قبل تقديم الطعام. 

وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي لشبكة "سي أن أن"، أنّ العشاء أقيم في غرفة كبيرة، مشيرًا إلى أن المحادثات التي استمرت ساعة بين ترامب وبوتين لم تتم في مكتب خاص، وفي مجموعة العشرين، كان الاجتماع بين الرئيسين الأميركي والروسي دائما الجزء الأكثر توقعا من الحدث.

والتقى ترامب في الواقع بوتين أولا بشكل غير متوقع خلف الكواليس، قبل التقاط "الصورة العائلية" لزعماء العالم، وكان بوتين يتحدث إلى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر عندما اقترب منه ترامب وتبادل الاثنان المصافحة، ثم اجتمعوا بعد التقاط صورة جماعية بعد ظهر الجمعة لأكثر من ساعتين، مع وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، ووزير الخارجية الروسي الحاضر، سيرغي لافروف، فضلا عن مترجم من كل بلد، أما ما اتفق عليه في الاجتماع فقد أصبح موضع خلاف كبير فيما بعد، ولكن يوم الأحد 7 يوليو / تموز، غرد ترامب "لقد ناقشت أنا وبوتين تشكيل وحدة أمن إلكتروني لا يمكن اختراقها بحيث يتم حراسة القرصنة الانتخابية وغيرها من الأشياء السلبية الأخرى"، وبيّن الزعيم الروسي أن ترامب طلب "العديد من التساؤلات" بشأن تدخل الانتخابات، لكنه لم يكشف عن تفاصيل تبادله مع ترامب، قائلا إن "المحادثة سريّة".