ماريان لوبان زعيمة الحزب اليميني المتطرف في فرنسا

اشتد السباق للفوز بترشيح الحزب المحافظ في فرنسا، أكثر من أي وقت مضى، ومن المقرر بدأ التصويت خلال 23 ساعة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن من يحصد أعلى الأصوات سيتخذ طريقه إلى قصر الإليزيه. وقبل انتخابات الأحد، التي يجري فيها اختيار مرشحين للجولة الثانية الحاسمة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، فقد الوسطي آلان جوبيه معظم الأصوات لصالح زميله الوزير الفرنسي السابق فرانسوا فيون، الذي حظى بطفرة في الأصوات مؤخرًا، وبعد صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية ستكون الانتخابات الفرنسية المقبلة بمثابة اختبار ثانِ بين القوى الرئيسية التي تضاعفت وسط صعود المتمردين الشعبيين.

وأشارت استطلاعات الرأي، إلى أن زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف ماريان لوبان، ستتخذ طريقها إلى جولة الإعادة الحاسمة في مايو/ أيار، إلا أن جوبيه سينتصر عليها إذا فاز بالترشيح، إلا أن صدارته تراجعت في ظل تنافسه مع الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وفيون، الذي شغل منصب رئيس وزراء ساركوزي من 2007 حتى 2012. وذكر فيون في تجمع حاشد لأنصاره الجمعة في باريس، قائلًا "يمكنني أن أشعر بمفاجأة قادمة". وحثهم على زعزعة الانتخابات التمهيدية والفوز وسط تصفيق حاد وهتافات بفوز فيون بالرئاسة من حشد ضم نحو 3 آلاف شخص.

وبدأ تصاعد فيون الأسبوع الماضي ما جعل السباق أكثر صعوبة، ويمكن لأي شخص التصويت في الانتخابات التمهيدية التي تضم 7 مرشحين، ما يفتح سباق لا يمكن توقع نتائجه بين الناخبين من ذوي التوجهات اليسارية واليمين المتطرف، وأدى انعدام الثقة في استطلاعات الرأي التي فشلت في توقع فوز ترامب وتصويت بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، إلى تعميق الشكوك المحيطة بالانتخابات التمهيدية المحافظة والاشتراكية، والانتخابات الرئيسية ذاتها، إلا أن جوبيه يشعر بالمزيد من الثقة حتى قال، "أنا لست هيلاري كلينتون وفرنسا ليست أميركا".

وعانى الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا في عهد الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، الذي لا يحظى بشعبية من انقسامات شديدة، وعلى الأرجح سيتجاوز جولة الانتخابات الرئاسية الأولى في أبريل/ نيسان المقبل. وهو ما يمهد الطريق لمن سيحظى بترشيح الحزب المحافظ لمواجهة لوبان في التصويت الحاسم، فيما يسعى جوبيه إلى جذب الدعم من الناخبين الوسطيين واليساريين المصرين على منع عودة ساركوزي أو فوز لوبان بالسلطة. وسخرت حملة ساركوزي التي أكدت على القانون والنظام من جوبيه في اجتماع حاشد في نيمس جنوب فرنسا لكونه لينًا للغاية، قائلًا "سأكون الرئيس الذي يعيد تأسيس سلطة الدولة".

وبدأ محللو السوق النظر بجدية في احتمالية فوز لوبان برئاسة البلاد، وهو الحدث الذي يعتبره البعض سيضعف أو يمزق الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر تراجعها، حيث يتطلب منها النظام الانتخابي كسب أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات النهائية، لكنها حصدت فقط 30%، كما تميل استطلاعات الانتخابات الأخيرة إلى المبالغة في تقدير مدى شعبيتها بدلًا من التقليل منها، ويشير المحللون واستطلاعات الرأي إلى أن الآفاق الانتخابية للوبان من شأنها أن تتحسن، فيما منح تشارلز ليشفيلد من مجموعة أوراسيا لوبان 25% من احتمالات الفوز ضد جوبيه، إلا أن فرصها ربما تقفز إلى 35% ضد ساركوزي أو فيون ما يعكس افتقارهم إلى الجاذبية فيما وراء الناخبين اليمينيين.