الرئيس ترامب

أُدين قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المتخذ من جانب واحد بالتراجع عن الاتفاق النووى الذى وافقت عليه الأمم المتحدة عام 2015، مع ايران، من قبل الأصدقاء والخصوم على حد سواء. وانضمت بريطانيا إلى فرنسا وألمانيا في إعلان استمرار تأييد الاتفاق كما هو، كما أيدت الصين وروسيا إيران في استنكارها قرار ترامب، مشيرة إلى تهديده للاستقرار العالمي.

وكان من المتوقع أن ينسحب الرئيس ترامب من الاتفاق، ويطالب بفرض عقوبات صارمة، ويتخذ خطوات أخرى لتشويه صورة إيران كـ"دولة إرهابية كبرى" في العالم.

وأكدت صحيفة "غارديان" البريطانية أن عدول الرئيس ترامب عن قراره جاء نتيجة ضغط مكثف رفيع المستوى، حيث مارس كبار المسؤولين في البيت الابيض ورؤساء الإدارات والحلفاء المقربين، مثل تيريزا ماي، التي تدخلت شخصيًا عن طريق الهاتف، ضغوطًا على الرئيس الأميركي. وقاد حملة عدول ترامب عن قراره، داخل الجناح الغربي، ثلاثة جنرالات سابقين، وهم جون كيلي، رئيس أركان حكومة ترامب، وجيم ماتيس، وزير الدفاع، وهر ماكماستر، مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي، وخدم الرجال الثلاثة في العراق, ويعني تدخل الجنرالات الثلاثة أنَّ خطاب ترامب المتضمن خطأ استراتيجيًا، وعدوانيًا بلا داع، لم يؤدِ إلى النتائج الكارثية المتوقعة منه.

 وتعد كوريا الشمالية أكبر مصدر قلق لأميركا، حيث هدد الرئيس الأميركي بفرض الموت والدمار على كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، ردًا على نظام الأسلحة النووية. واستيقظ الكونغرس متأخرًا على حقيقة أن الرئيس لديه القدرة على شن ضربة نووية دون أي مشاورات مسبقة ذات مغزى، ويجري الآن بحث التشريعات الرامية إلى كبح تلك السلطة، لكن حتى اللحظة فإنَّ الجنرالات الثلاثة، كيلي وماتيس وماكماستر، هم آخر خط دفاع لمنع ترامب من بدء حرب عالمية ثالثة. وسيكون من دواعي سرور الحلفاء الأوروبيين أن ضغطهم أثر على قرار ترامب

بشأن إيران، ولكن فرحتهم قد لا تستمر، حيث أوضح ترامب أنه لا يزال مستعدًا لإنهاء الاتفاق بشكل كامل في أي وقت، حيث إنه يملك الوسائل اللازمة للقيام بذلك، بسبب الهيمنة الأميركية على البنوك العالمية ونظم العملة. وإذا وافق الكونغرس على دعوة ترامب إلى ضرورة وجود معايير إضافية يمكن من خلالها قياس مدى امتثال إيران للاتفاق، بما في ذلك القضايا الخارجية غير النووية، مثل برنامجها للقذائف التسيارية، وتجديد العقوبات الأميركية، فإن رفض إيران وانهيار الصفقة قد يحدثان خلال أشهر.

ونوهت الصحيفة بأن السعودية نجحت في إقناع الرئيس الأميركي بأن مساعي إيران لبسط نفوذها الإقليمي تشكل تهديدًا إضافيًا للمصالح الأميركية، مشيرة إلى أن إيران يبدو أنها توسع نفوذها الإقليمي كما فعلت الولايات المتحدة في أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية، وحتى في أوروبا الغربية، منذ 1945، والهدف من وراء ذلك هو تعزيز أمنها القومي والدعم السياسي وتقوية المصالح الاقتصادية.