أسامة بن لادن

كان من المفترض أن يوجَّه تمويل صندوق الحكومة الأفغانية السري لشراء ولاء زعماء الحرب والنواب وغيرهم من السياسيين الذين دعموا الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي في معركته للسيطرة على البلاد، ولكن بدلًا من ذلك حوَّلت إدارة المخابرات الأميركية مليون دولار ضمن صفقة تبلغ 5 مليون دولار لتحرير دبلوماسي أفغاني احتجزه تنظيم "القاعدة".

قد تكون استخدمت الأموال من قِبل تنظيم القاعدة لتمويل عملياته في أفغانستان قبل مقتل زعيمه، أسامة بن لادن، بعدما حولتها كابول لقاء الإفراج عن أحد مسؤوليها، هذه هي الواقعة التي تشغل المحللين في أميركا الآن بعد افتضاح أمرها أخيرًا.

ووفقًا لتقارير إعلامية مؤكدة، كان بن لادن نفسه يخشى من تلقي الأموال خوفًا من الوقوع في الفخ، إذ عقدت الحكومة الأفغانية العام 2010 صفقة مع القاعدة من أجل تحرير أحد الدبلوماسيين الأفغان الذين كانوا في قبضة التنظيم.

ولكن التنظيم رفع قيمة الفدية في اللحظة الأخيرة إلى 5 ملايين دولار، وقد طلب الأفغان من المخابرات الأميركية التدخل، فما كان من الأخيرة إلا أن أرسلت الأموال سريعًا إلى كابول، التي سلمتها لاحقًا إلى التنظيم وزعيمه آنذاك، أسامة بن لادن.

ولم تتمكن شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية من الحصول على ردٍ من سي المخابرات الأميركية حتى لحظة إعداد التقرير، ولكن محلل الشؤون الأمنية لدى القناة والعميل السابق لدى المخابرات، بوب باير، ذكر: هذه الأمور تحدث بالطريقة التالية: البيت الأبيض يطلب من CIA التدخل وتوفير أشكال الدعم كافة للحكومة الأفغانية والرئيس كرزاي، ثم تحول الوكالة الأموال إلى الأفغان بعد أن تكون قد حصلت عليه من الموازنة، التي يتيحها الكونغرس.

أما تفاصيل الدفع فكانت بعد غارة في العام التالي من قِبل الولايات المتحدة وقوات البحرية التي قتلت أسامة بن لادن في مقره في أبوت آباد، باكستان، إذ تم تقديم الأدلة في محاكمة عابد نصير، والذي أدين الشهر الجاري في نيويورك بدعمه التطرف وتفجير مركز التسوق في مانشستر ومترو الأنفاق في نيويورك.

وبشأن الدبلوماسي المختطف فكان القنصل العام الأفغاني لدى بيشاور، باكستان، عبدالخالق فرحي، واختطف العام 2008 وتم تسليمه إلى تنظيم القاعدة وأطلق سراحه بعد عامين بعد أن وافق بن لادن على ذلك.

وذكر مسؤول في تنظيم القاعدة أن بن لادن أمر باستخدام الأموال في شراء السلاح والمدفوعات التشغيلية لأسر المقاتلين في أفغانستان، وقد حذر التنظيم من احتمالية تسليم الأميركيين الأموال والتحرك تحت المراقبة الجوية.

لذلك نصح بن لادن بتسليم الأموال وتبادلها من خلال البنك وبعملة أخرى أكثر فائدة، في الوقت الذي كان تنظيم القاعدة فيه تحت الضغط العسكري والمالي الشديد واستقبلت المجموعة الأموال ببهجة شديدة.