برج لندن

سيغضب الملك هنري الثامن كثيرًا وقد يصاب بسكتة إذا رأى برج جسر لندن الآن، إذ لم يكن الملك ليتصور أن يتحول برج لندن الذي كان يستخدمه كرمز لقوته إلى حد أنه قد أعدم اثنين من زوجاته داخل جدرانه خلال 500 عامًا إلى برج من الزجاج والفولاذ بدلًا من حصنه المخيف، ويصل ارتفاع البرج إلى 1016قدمًا"310مترات مربعة"، ويقع على الضفة الشمالية لنهر التايمز. لقد بدأت ناطحة السحاب تطغى على سماء لندن، إذ تزداد بوصة بعد بوصة على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، إذ بدأ إنشاؤها في العام 2009وظلت ترتفع إلى السماء بسرعة مذهلة منذ ذلك الحين، والآن أصبحت جاهزة تقريبًا للافتتاح. ولم تظهر المكاتب والمطاعم والشقق والفندق التي ستملأ المبنى بعد، ولكن الطابق الأعلى على ارتفاع 800 قدم "244مترًا مربعًا، ويعد برج جسر لندن الآن هو أطول مبنى مكتمل البناء في أوروبا، وقريبًا سيمكنك مشاهدة العاصمة البريطانية بامتدادها المزدحم ومجدها الحضري من قمة البرج. ويقع برج جسر لندن عند مخرج محطة مترو الأنفاق "جسر لندن"، وهو مرتفع للغاية إلى درجة أن قمته قد اختفت وسط الضباب، وسيجد الزوار عند المدخل جدارية ملونة تصور حكاية لندن في تجاور غريب؛ إذ يركب كارل ماركس الدراجات مع مارجريت ثاتشر، وتقوم فيفيان ويستوود بتغيير شامل لتشارلز الأول. ولن يتم افتتاح معارض المشاهدة رسميًا قبل الأول من شباط/ فبراير ، ولكن الطريق إلى أعلى يعمل بالفعل، وسيضطر الزوار إلى استخدام المصعد لمرتين للوصول إلى وجهتهم؛ وتصعد بهم الأولى إلى الطابق الـ 33 وتقوم الأخرى بتكملة الطوابق، ولكن احذر فستشعر بتغيير ضغط الجو، ولكن سيتبدد أي شعور بسيط بعدم الراحة بعدما ترى ما ينتظرك، فستصعد إلى الطابق الـ 69باستخدام السلالم، ثم ينتهي الأمر؛ سترى لندن كلها ماثلة أمامك، من المفترض نظريًا أن تمتد الرؤية حتى 40 ميلًا، ولكن يختلف ذلك بحسب الظروف، ففي الطقس الخريفي مثلًا لا يمتد المشهد الكامل كثيرًا، ولكنه لا يزال يبرز العاصمة بأكملها. وإضافة إلى برج لندن، هناك مجموعة من المعالم الأخرى المميزة للعاصمة، مثل مجموعة أبراج المدينة بما في ذلك برج "جركن" Gherkin الشهير الذي يقع إلى الشمال مباشرةً، ووراءه إلى الشرق يقع استاد الأوليمبياد الشهير، وإلى الغرب توجد الأماكن الأرستقراطية المركزية؛ مثل البرلمان وعجلة لندن، وفي الشمال الغربي ستجد حديقة "هايد بارك"، وحديقة ريجينت واستاد ويمبلي. سترى كل شيء من البرج كما تتوقع، ولكن من منظورٍ عالٍ، إذ يبدو كل شيء منكمش ومضغوط، فسترى منحنيات نهر التايمز التي يصعب تمييزها في لمحة واحدة، وخطوط السكة الحديد التي تقطع محطتي ووترلو وجسر لندن، والتي تبدو من فوق البرج كوصلات لنموذج قطار صغير.

ويقدم الطابق الـ 69 مساعدة حديثة للزوار الذين يحاولون استيعاب المدينة، إذ يوجد 12جهازًا رقميًا تقوم بشرح المشهد بثلاث طرق مختلفة، فهناك شاشات مسطحة على كل منظار تظهر مشهدًا حيًا للمدينة ومعلومات مكتوبة حين يركز على أحد المعالم المحددة "يتم تعريف حوالي 200 موقع ومعلم بتلك الطريقة"، كما توجد مشاهد شاملة مسجّلة مسبقًا للمدينة ستظهر لندن في أفضل حالاتها؛ في يوم مشمسٍ مشرق، وفي ليل نقي نضر.
ويمثل الطابق الـ 72 اختبارًا بسيطًا للأعصاب، إذ ستكون أسطح المراقبة بالخارج في الهواء جزئيًا، وهنا تلتقي قمتا المبنى الزجاجيان، ولكن يشمل المخطط فجوات تسمح بالشعور بالعالم الخارجي، وسيتم ضخ أصوات ضوضاء المدينة والمرور والأصوات الثرثارة لإكمال التأثير.
وسيتم التسويق لبرج جسر لندن ومنصتي المشاهدة كأطول مبنى في الاتحاد الأوروبي بدلًا من أوروبا، على الرغم من أن ناطحة السحاب رائدة حاليًا في الاستقصاءات كلها التي أجريت عن القارة، ولكن لن يدوم ذلك حين يصل برج مدينة ميركري لاحقًا هذا العام إلى الحجم الكامل، والذي من المقرر أن يصل إلى 1112قدمًا "339مترًا مربعًا" في موسكو، ولكن لن يضعف المنافس الروسي من بريق العملاق البريطاني الجديد ولا يوقف مد الزوار المتشوقين لرؤية مشهد مثير وآسر.
معلومات حول السفر:
سيتم فتح فرصة رؤية المدينة من البرج أمام العامة في الأول من شباط/ فبراير العام 2013، وسيتكلف الدخول 95,24جنيه إسترليني للبالغين و95,18 للأطفال، ويمكن حجزه مسبقًا عن طريق "08444997111"أو (www.theviewfromtheshard.com)، وتباع الآن تذاكر زيارات شباط/فبراير.