الفندق البرازيلي "كوباكابانا"

يتطلب الأمر وقتًا طويلاً حتى تلقي فنادق مدينة ريو دي جنيرو البرزيلة الاهتمام نفسه الذي تتلقاه المدينة ذاتها، فهذه المدينة الساحلية تمتاز بتضاريسها الطبيعية مثل الجبال الشاهقة، الغابات الخضراء، الرمال الذهبية البيضاء والمياه الزرقاء الرائعة، فضلًا عن سكانها الذين يطلق عليهم اسم "كاريوكاس".

ويعتبر فندق قصر "كوباكابانا" أحد أشهر المباني الضخمة التي تطل على أكثر شواطئ المدينة ارتيادًا من الزوار، وأحد أكثر الفنادق ابهارًا، وافتٌتح هذا الفندق في العام 1923 باعتباره أول فنادق أميركا  الجنوبية تميزًا بالفخامة والترف، حيث إن هذا القصر يعد بمثابة منارة للفخامة بالنسبة إلى النخبة المقبلة من هوليوود، والوافدة من أجل التمتع بمناخ البرازيل النادر، وبرمالها وشمسها وبحارها أيضًا.

 واستضاف الفندق في فترة قمة شهرته عددًا كبير من المشاهير، مثل: مارلين مونرو، النجمة مادونا والأميرة ديانا، كما تم تسليط الضوء على هذا الفندق من خلال فيلم "تحلق أسفل ريو" الذي جسد بطولته ريد أستير وغنغر رودغيرز في عام 1933، وتعد واجهة الفندق الآن المصممة من الرخام الأبيض، وثرياته الكريستالية جوًا من التوثيق التاريخي للفندق ومضيفيه المبتسمين بإنجليزيتهم التي لا تشوبها شائبة.

 ويعرف جناح كبار الزوار الذي يقع في الطابق السادس من الفندق؛ بفخامته، وغرف خدماته المميزة التي أسهمت في  تحسين سمعة الفندق الذي يقطن فيه عدد من المواطنين البرازيليين الأثرياء، بتكلفة تصل إلى حوالي  1.800 يورو لليلة الواحدة في الغرفة المميزة، وحوالي 284 يورو  للغرفة المتواضعة  خلال إقامتهم المعتادة  في إجازة نهاية الأسبوع. 

 وأبرز مصفف الشعر الشهير ماركو انطونيو دي بياغي الذي يتخذ من ساو باولو مقرًا له أنّه يفضل التوجه إلي ريو دي جنيرو في إجازة نهاية الأسبوع؛ للاستماع بالإقامة في الفندق الضخم، قائلًا: "ولدت معدمًا، وأذكر جيدًا عندما كنت مراهقًا شابًا أمر أمام المبني وأراه من الخارج فقط، وأتحدث إلى نفسي قائلًا يومًا ما سأقيم هنا".

 وتشير الأرقام إلى أنّ الضيوف من أوروبا وأميركا يحظون بنصيب الأسد على قائمة الضيوف فقط، من أجل الاسترخاء و الابتعاد عن الضخب، ولعب التنس في الملعب، والتلذذ بوجبات الطعام الشهية، وأنه على الرغم من ذلك، إذا ما كان أحدهم يرغب في خوض تجربة برازيلية أكثر واقعية، فلا بد من تجربة  طبق حساء فيغوادا، حساء مكون من  الحبة السوداء التقليدية ويقدم مع لحم الخنزير داخل مطعم الفندق على السطح.

و يتمكن من يتمتعون بحظ وفير بحجز جناح كامل يطل على البحر ليستيقظوا على ضوء الشمس التي تعتبر من وجهة نظر "كاريوكاس" إشارة إلى الحيوية والانغماس في ممارسة رياضة الصباح على الشاطئ، سواء كان ذلك باستخدام آلات  رياضية أو لعب الكرة الطائرة البرازيلية الرياضة الفريدة التي تجمع  بين كرة القدم والكرة الطائرة في لعبة إبداعية  تعتمد على استخدام  الكرة أكثر من الشباك من دون استخدام اليدين.