حصان تومبوس

عثر الباحثون على قبر حصان "تومبوس"، الذي سُمي المكان على اسمه في السودان، حيث تم العثور عليه أكثر من خمسة أقدام تحت الأرض, فبينما كان الباحثون يتوقعون العثور على مدافن بشرية، عثروا على الحصان الذي كان محميًا بشكل جيد للغاية، وكان الشعر لا يزال على ساقيه, فيقولون إنه تم دفنه عن قصد، وأن التغييرات التي تحدث على العظم بالإضافة إلى القطع الحديدية على قدمه تشير إلى أن هذا الحصان كان يجر عربة عندما كان على قيد الحياة, ولقد دُفن مع واحدة من أقدم قطع الحديد المُؤرخة في أفريقيا، مما يشير إلى أنه كان حيوان مرموق بشكل لا يُصدق.

الحفريات تعود إلى حوالي 950 قبل الميلاد:

باستخدام اختبار الكربون المشع، قام باحثون من جامعة "بوردو" بتأريخ عمر حصان تومبوس بنحو 950 قبل الميلاد، والذي يعود إلى الفترة الانتقالية الثالثة, وهي الفترة عندما استفاد الكوشيون, من النوبة, من حالة عدم الاستقرار في مصر لتشكيل قوة سياسية واقتصادية وعسكرية تُعرف بما هو الآن السودان المعاصر, وقد تم دفن أنثى الحصان في قرية قديمة على حدود المصرية بعد 100 عام من بدء المستعمرة في الانفصال في عام 1070 قبل الميلاد, ودُفنت في مقبرة قديمة تم تكييفها لهذه المهمة، وضعت للحصان سبل الراحة في الأرض المقدسة.
كان يُستخدم لجر عربة:

وقالت البروفيسور ميشيل بوزون، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة بوردو "كان من الواضح أنه كان للحصان دفنًا متعمدًا، كان رائعاً للغاية", وتشير بقايا القماش على الموجودة على الحوافر إلى وجود كفن الدفن ويضيف "أن التغييرات على العظام والقطع الحجرية من اللجام تشير إلى أن الحصان كان يجر عربة", ويقول الخبراء أنهم لم يعثروا أبدًا على شيء من هذا القبيل في الحفريات السابقة, فالبقايا الحيوانية نادرة جدا في الموقع".

أفضل الحفريات التي تم العثور عليها لحصان من قبل:

وقال ستيوارت تايسون سميث أستاذ الآثار في قسم الأنثروبولوجيا بجامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس "إنها حفريات رائعة والعظام بلون بني جميل وغني لا تراه في مدافن الأحصنة المعاصرة, فكل القطع هناك، وكل شيء سليم, حتى بعض الفراء تُركت عليه, ونتيجة لذلك، بسبب الحفاظ عليها، فهي واحدة من الهياكل العظمية الأكثر اكتمالا، وأفضل الحفريات التي تم الحفاظ عليها من أي من هذه الخيول المبكرة التي تم العثور عليها في شمال شرق أفريقيا".

والجدير بالذكر أن هذا الموقع هو المكان الذي استعمر فيه المصريون المنطقة نحو عام 1500 قبل الميلاد للوصول إلى الطرق التجارية على نهر النيل, وعلى مر السنين، تم اكتشاف المئات من القطع الأثرية، بما في ذلك الفخار والأدوات والمنحوتات والأطباق في موقع الدفن هذا لنحو 200 شخص.