الفنان بوب روس من الفيديو الغريب بواسطة الذكاء الاصطناعي

جلبت شركة "غوغل"، الفنان الراحل بوب روس إلى الحياة بشخصية تحمل وجه وحش في عالم يشبه الكابوس، حيث رشّح أحد المهندسين حلقة من البرنامج التليفزيوني "The Joy of Painting" من خلال الشبكة العصبية الصناعية "ديب دريم" والتي يمكنها رؤية الكائنات والحيوانات غير الموجودة، حيث أظهر الفيديو مجموعة من أعمال روس وعلى رأسها رسم الأشجار السعيدة، ولكن بدلًا من رؤية الأشجار الخضراء الرقيقة شوهدت مخلوقات ذات عينين على القماش

وأُنشئ مشروع "ديب دريم" من قبل الفنان المهندس ألكسندر ريبن، ونشر ريبو الفيديو الغريب على موقع فيميو وباسم "Deep Artificial Trees"، وأوضح ريبن في شرح الفيديو أنّ "هذا العمل الفني ربما يشبه الذكاء الاصطناعي لرؤية بوب روس على "LSD" بعد اختراع الإنسان ما يسمى بالمخدرات الرقمية، ويعرض الفيديو بعض الأعمال الداخلية الفعالية غير المعقولة من أنظمة التعلم المتعمق، ويتم تعلم الخصائص الفريدة لصوت الإنسان وتوليدها بجانب نوع من هلوسة وهذيان النظام في محاولة لإيجاد صور ليست هناك"، وتم تطوير نظام ديب دريم لإعطاء العلماء والمهندسين نظرة خاطفة لشكل الشبكة العصبية العميقة عند النظر إلى صورة، إلا أنه تم استخدام النظام لاحقا في إنتاج الأعمال الفنية التجريدية، وأُنشئت الأداة من خلال شركة "Realmac Software"، ومقرّها في برايتون وهي متاحة فقط إلى مستخدمي أجهزة ماك، وكتب ألكسندر موردفينتسيف وكريستوفر أولاه ومايك تيكا من فريق الذكاء الاصطناعي لدى غوغل أنّ "الشبكات العصبية الاصطناعية حفزت تقدم ملحوظ في تصنيف الصور والتعرف على الكلام، ولكن على الرغم من أن هذه أدوات مفيدة جدا على أساس الأساليب الرياضية لكننا في الحقيقة نفهم القليل عن سبب عمل نماذج معينة وعدم عمل أخرى".

ودرّبت غوغل شبكة عصبية اصطناعية من خلال عرض ملايين الأمثلة التدريبية مع ضبط عوامل الشبكة تدريجيًا حتى تعطي التصنيفات التي يريدها الفريق، وتتكوّن الشبكة عادة من 10-30 طبقة مكدسة من الخلايا العصبية الاصطناعية ويتم تغذية كل صورة في طبقة الإدخال والتي تتحدّث بعدها إلى الطبقة الأخرى حتى الوصول إلى طبقة المخرجات، ويأتي جواب الشبكة من طبقات المخرجات النهائية، وتقوم البرمجيات ببناء فكرة عما يعتقد أن يبدو شكل العنصر.

ويظهر مقطع الفيديو الأشجار السعيدة إلى روس حيث يقف الفنان أمام اللوحة إلا أن الشبكة العصبية حوّلته إلى مخلوق له رؤوس حيوانات مختلفة، ويأخذ الفيديو المشاهدين إلى مزرعة حيث يفترض أن توجد حيوانات أليفة ولكن بدلًا من ذلك يبدو الفنان وكأنه يحمل في يديه مخلوقًا يتحوّل من قرد إلى سحلية ثم إلى عنكبوت ذو 8 أرجل، وتصبح لوحات الفنان أكثر غرابة مع مرور الفيديو عليها وبدلا من المنظر الخلاب للجبال يتحول المشهد إلى بق وسحالي وغيرها من الحيوانات التي تملأ الفراش.

وأنشأ باحث معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أداة مرعبة تشبه ذلك حوّلت المعالم الشهيرة إلى شئ من فيلم رعب، وذكر الباحثون أنّه "استخدمنا خوارزميات التعلم العميق لمعرفة كيف تبدو المنازل المسكونة أو المدن السامة، وتم تطبيق فن الأسلوب على المعالم الشهيرة، ونقدم لك معالم شهيرة من خلال الذكاء الاصطناعي ما جعلها تبدو وكانها في فيلم رعب"، ويمكن للمشاهدين المهتمين مساعدة معهد ماساتشوستش للتكنولوجيا في العثور على جوهر الرعب على الموقع أو النظر على المزيد من الصور من "آلة الكابوس" على أنستغرام، ونشرت التقنيتان الرئيسيتان المستخدمتان في المشروع العام الماضي، وفي جزء آخر من البحث يتعلم نظام الذكاء الاصطناعي ما يجعل الصور مُخيفة باستخدام التغذية المرتدة من البشر، وجاء على موقع آلة الكابوس " استخدمنا خوارزميات تعلم الفن العميق لتوليد الوجوه ثم أسقطنا نوعًا من الوشاح على الوجوه المتولدة في إطار روح الهالوين، ونتسائل الأن ما هو الأكثر رعبا؟".

ويمكن لزوار الموقع تقييم ما إذا كانت الصورة التي يرونها مرعبة أو لا ومساعدة نظام الذكاء الاصطناعي على التعلّم، وفي كل مرة يصوت فيها شخص ما على صورة مخيفة تتعلم الخوارزميات أخذ هذه المعايير في الاعتبار كخواص محفّزة للخوف وبالمثل على الصور غير المخيفة، وفي كل مرة يتم فيها التصويت يتعلّم الذكاء الاصطناعي أكثر عما يعتبره الأشخاص صورة مخيفة، ومن خلال مدخلات كافية من الناس حول العالم يمكن للذكاء الاصطناعي توليد إجمالي المخاوف البشرية.