كشف الباحثون النقاب عن ما أسموه الهيكل الأكثر اكتمالا من سلف الإنسان

عثر الباحثون على أقدم هيكل عظمي إنساني مكتمل ذو "القدم الصغير"، في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا بالقرب من كهوف ستيركفونتين، في عام 1994، ويعود إلى 3.67 مليون عام ماضية، والآن وبعد عقدين من اكتشافه، عرضته جامعة جوهانسبرغ  كاملا في متحف "الأسترالوبيثكس" للحفريات.

ومن المتوقع أن يساعد الهيكل العظمي الباحثين على فهم أفضل لظهور الإنسان القديم وحركته، فضلا عن كيفية تطور الإنسان، وتم اكتشاف عظام الهيكل في الكهوف بعد العثور على بقايا القدم والساق في الصخور من قبل عمال المناجم، ويقول الباحثون إن الأمر استغرق نحو 20 عاما لتنظيف وحفر الهيكل، وإعادة بنائه وتحليله، وهو يشيدون بمشروع الهيكل العظمي كونه هاما لتراث جنوب أفريقيا، وللإنسانية أيضا.

 

 

وتكشف النتائج عن معلومات هامة للعلاقة التطورية بين البشر القدامى، علما أن هذه الحفرية هامة للإنسان في العصور المبكرة.

وقد عاش هيكل "القدم الصغير" في نفس الوقت الذي عاش فيه "أسترالوبيثكس أفارنسيس" وهو النوع الأكثر شهرة بين الحفريات ويعرف باسم لوسي، أتى من إثيوبيا، وهو عضو في نوع "أسترالوبيثكس بروميثيوس"، وهما نوعان مخلوطان بين صفات القردة والإنسان ولكن بمميزات مختلفة، وقد جمع الباحثون في عام 2015، الهيكل العظمي لأول مرة، ووجدوا أنه يبلغ من العمر 3.6 مليون عام، وحللوا 11 عينة من الهيكل، لقياس عمره، ووجدوا أن النوع الذي ننتمي إليه هو "هومو سابينز" وعمره نحو 200 ألف عام.

 

 

وكان هيكل القدم الصغير من النوع المعاصر للوسي، على الرغم أن لوسي عاش فقط 500 ألف عام، وكان هذا النوع أطول من "لوسي" وله معالم وجه تشبه الغوريلا، وقوي جدا، وفقا للعلماء رون كلارك، وكاثيكومان، من جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، اللذان اكتشفا الحفرية في التسعينات، وتتشابه أيدي الهيكل العظمي مع أيدي البشر الحالين، حيث إبهام قصير نسبيا مقارنة بباقي الأصابع، على عكس أيدي القردة، والساق أطول قليلا من الذراعين على عكس القردة الموجودة حاليا.

وأشار الفريق إلى التشابه في شكل الوجه من ناحية الأسنان بين هيكل القدم الصغير والنسيج البشري البارانثروبوس، مما يشير إلى وجود صلة قرابة بينهما، فيما يقول كلارك وكومان إن تاريخ القدم الصغير يشير إلى أن النوع لوسي كانت الوحيدة التي كان من الممكن أن تكون من شجرة العائلة البشرية، وتبين أن أسلافنا انتشروا في المنطقة الأوسع في أفريقيا، وأكدوا أن ذلك يثير التساؤلات عن الأنواع الأخرى التي لم يتم اكتشافها بعد.