زهور الخشخاش

نجح الفنان بول كومنيز في تصميم حقلًا من نبات الخشخاش المصنوع من الخزف في وسط مدينة لندن بالمملكة المتحدة، تكريمًا للجنود الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى، ويحمل المشروع  اسم "دماء اجتاحت الأراضي وبحار باللون الأحمر"، وينطوي على زراعة 888246 زهرة من نبات الخشخاش المنثور ذي اللون الأحمر، والذي لا يُصنع منه المخدرات، لكنه من أخطر النباتات السامة على الجهاز العصبي للإنسان، حيث تمثل كل زهرة من هذه الزهور وفاة عضو من أعضاء قوات الحلفاء.

ويعتبر للخشخاش أهمية خاصة لدى الحلفاء، خاصة أنه كان يستخدم كرمز لنهاية الحرب، فبعد الحرب التي جرت في شتاء 1914- 1915، شهد الربيع إزهار عدد كبير من زهور نبات الخشخاش في المناطق التي كانت في السابق ساحات للقتال، وهو ما جعل Moina Michael العالمة الأميركية تقترح تحويل الخشخاش إلى رمز لإحياء ذكرى الحرب العالمية الأولى.

ويقول كومنيز أن فكرة المشروع جاءته في عام 2012 عندما كان يتواجد بإحدى المكتبات العامة وقد وجد كتابا يتحدث عن الحرب العالمية الأولى وعدد الجنود القتلى بها، حيث قرر الفنان إحياء ذكرى هؤلاء الجنود عن طريق صنع وردات من الخزف لأنه هش مثل الإنسانية، وقرر في البداية عمل الورد البلدي لكنة استقر فيما بعد على زهور الخشخاش الحمراء.

وأخذ بول وقتا للتفكير في المكان الذي سيضع فيه العمل إذ أراد أن يتجول حول الناس بحرية كما أراد مكانا تاريخيًا، واستقر على برج لندن، وتحدث الفنان مع المسؤولين الذين رحبوا بالفكرة، وقد بدأ في صنع مليون ورده مصنوعة من الخزف، موضحتأن العملية كانت طويلة وصعبة حيث تتكون الوردة الواحدة من ست بتلات، وقد استمر بول في صنع الورد خلال عام كامل وقام بمساعدته فريق عمل مكون من 300 شخص والعديد من المتطوعين أيضا .

وقد بدا الأستوديو الخاص بصانع الخشخاش كبحر من الدماء إذ تلون وتلطخ باللون الأحمر المستخدم في رش الوردات .وقد ساعد بول فريق ضخم من المتطوعين وقاموا بزرعها جميعا في خندق برج لندن، كما تم وضع أخر زهرة خشخاش في 11 تشرين الثاني / نوفمبر 2014 وبعدها تم إزالتها تدريجيا حيث تم بيعيهم والتبرع بأموالهم لست جمعيات خيرية رغم الدعوات بتركها،لكن الزهور قد قامت بهدفها بأحياء ذكرى الحرب كما شاهدها ما یصل إلی خمسة ملایین شخص في جمیع أنحاء البلاد .