الفنان التشكيلي عماد أبو اشتية

أكّد الفنان التشكيلي عماد أبو اشتية، أنّ الفن هو صياغة الواقع واختصاره  حسب إدراك وتحليل الفنان لهذا الواقع ،  ويأتي ذلك من خلال اللون والعناصر والرموز التي يحتويها العمل الفني، وبذلك تكون اللوحة الفنية مجسدة ومؤرخة  لواقع أو حدث  كما الكتاب تمامًا، مشيرًا إلى أن الفنان يسعى من خلال أعماله  إيصال رسالة ما لحدث وواقع ما  والتأثير في المتلقي، واعتبر أن الكثير من الناس يستهويهم الفن ولكن لا يستطيعون إنجاز عمل فني، قائلاً أن الفن هو هبة من الله  وعلينا توظيفها  كما قدر لها أن تكون، منوّهًا إلى أنّ "ما يجعل الفنان يجتهد في عمله أكثر وبكل الحب ،  هو أحيانا  حبه للفن هكذا بلا سبب  أو العائد المادي الذي تلقاه منه،  أو حينما يجد صدى لأفكاره ومواضيعه التي يطرحها  وغيرها".

وكشف أبو اشتية، أنّ بدايته مع الفن كانت في سن العاشرة ، وأن أول رسم له هو  الأسد، وبعدها انتقل إلى رسم الوجوه والعيون ، وفي سن السابعة عشرة  بدأت أعماله الفنية تتخذ طابع  "الفكرة"  أي أنّ العمل يحمل في طياته فكرة وذو معنى، مضيفًا "أحب سماع  أغاني فيروز وكنت أحاول أن أترجمها  للوحات، بعدها  أخذت القضية الفلسطينية  الجزء الأكبر من  مواضيعي وأفكاري" ، وأوضح أن أعماله الفنية جميعها تحمل نفس المقاييس لأن اليد التي رسمتها واحدة ، وأن لوحة ( سوف نعود ) وهي رسمة فنية عبارة عن امرأة فلسطينية تخرج من الدمار الذي خلفته الطائرات الصهيونية  في غزة  ، تعبر عن نظرة ونهوض قوي  وهي تنظر للقدس ، لاقت الكثير من الانتشار واهتمام الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأعلن ان هدفه السامي في الفن، نشر رسالة من خلال الفن يصل للعالم اجمع، ينقل من خلالها قضايانا  والجماليات التي هي جزء من ثقافتنا وعقيدتنا ، قائلاُ أن هذا الهدف بدأت ثماره بالنضوج  في بعض الدول  والمؤسسات الغربية، موضحًا أنّ الألوان كما  شخصيات الناس في الواقع ،  كل له خصوصية ومزاج  وتفكير ، مستطردًا بالقول "حين نختار صديق فلأننا شعرنا بالراحة معه ، هكذا أتعامل مع الألوان بالنسبة لي ".. واقصد بذلك  نسبة اللون الغالبة على اللوحة، والعمل الفني تعتمد ألوانه  على الرسالة والموضوع المراد طرح، وبالنسبة لي أفضل الألوان التي تبعث على الراحة  حتى لو كان موضوع اللوحة يحكي واقع مؤلم ، لأني أريد من المشاهد أن يتأثر بالموضوع من خلال ارتياحه للون، مختتمًا "نحن نعيش واقع مؤلم في أوطاننا،  وما يحدث فيها يستحق منا أن نجتهد على أن نصنع ثقافة بصرية للناس،  لنعبر عن مدى تأثرنا بما يحدث في مجتمعاتنا ، وأن لم نتأثر كفنانين بما يحدث لن نكون مؤثرين بأعمالنا الفنية مطلقاً".