حطام السفينة

بقي طاقم سفينة غارقة في شتاء عام 1813، على قيد الحياة لمدة أسابيع في جزيرة كروزوف في ألاسكا من دون مأوى ومع وجود القليل من الطعام.

ووجد الباحثون الذين درسوا حطام السفينة المخيم الذي مكث فيه البحارة الناجون، واكتشفوا المزيد من الأدوات التي ساعدتهم على تحمل ظروف المكان القاسية لمدة شهر تقريبًا.

واكتشف المخيم بواسطة فريق دولي من الباحثين يشمل خدمة الغابات في الولايات المتحدة الأميركية وقبيلة سيتيكا في ألاسكا بتمويل من مؤسسة العلوم الوطنية، وتضم الأدوات المكتشفة في المخيم والتي تعود إلى القرن الـ 19 البنادق والمسامير وأوراقًا من النحاس والحديد وفأسًا روسيًا وهوكًا للصيد مصنوعًا من النحاس، فضلًا عن وجود بعض المواد الغذائية المحفوظة والتي استخدمها الباحثون لمعرفة الأطعمة التي عاش عليها البحارة وكيفية الحصول عليها.

 

واستخدم البحارة الناجون البنادق لإشعال النيران والتدفئة من خلال ضرب البنادق واحتكاكها معًا، وبرغم قلة المعلومات التاريخية عن حطام السفينة إلا أن الأدوات المكتشفة توضح أهمية استخدام النار كوسيلة لإنقاذ الطاقم من تجمد الجسم نظرًا لانخفاض الحرارة، ويعتقد الباحثون أن المسامير النحاسية التي وجدت تم استخراجها من السفينة نفسها.

ويرى الباحثون أن الأدوات النحاسية تعتبر جزءًا من مجموعة أدوات ملاحية حفظت من قبل أفراد الطاقم بعد تحطم السفينة فوق الصخور، كما تشير القطع الأثرية التي عثر عليها حرص البحارة على البقاء على قيد الحياة، حيث أنهم حاولوا تعديل حطام السفينة بشكل بارع.

وذكر ديف ميمهان من جمعية "سيتكا" التاريخية: "تساعد الأدوات التي عثر عليها واستخدام البحارة لها في عام 1813 على إدراك كيف استطاعوا التكيف في انتظار محاولة إنقاذ أنفسهم في بيئة شديدة البرودة لمدة شهر تقريبًا، صنعوا المصنوعات اليدوية لتمضية وقتهم رغبة في البقاء، لكنهم لم يستخدموا أدوات مثل السيراميك والزجاج التي تشير إلى الاستقرار".

واشتهر نهر "نيفا" قبل غرق السفينة باعتباره واحدًا من اثنين من الأنهار التي أنجز خلالها أول طواف بحري روسي حول العالم في الفترة من 1803 حتى 1807، وقاتلت السفينة لاحقًا عام 1804 في معركة "سيتكا"، كما شاركت في الصراع الروسي من أجل السيطرة على أراضي "ألاسكا" في ذلك الوقت.

 

وشهد طاقم السفينة بعد مغادرة ميناء "أوخوتسك سيبيريا" في سيتكا في أواخر آب / أغسطس 1812 جولة شاقة استمرت لمدة ثلاثة أشهر، عانى خلالها البحارة من نقس المياه والمرض، وألحقت العواصف الشديدة أضرار في السفينة، وفي منتصف تشرين الثاني / نوفمبر وجد البحارة مأوى لهم في ألاسكا في مضيق "الأمير ويليام".

وحاول البحارة الوصول إلى "سيتكا" وهي مدينة تقع على الساحل الجنوبي الشرقي من ولاية ألاسكا، ونجحوا في الوصول بالقرب من غايتهم قبل تدمير السفينة قبالة جزيرة كروزوف على بعد حوالي 10 أميال، ونجا 26 من البحارة لمدة شهر حتى تم إنقاذهم  بعد أن قتل 15 من أفراد الطاقم في عرض البحر، وتسبب الحطام في قتل أكثر من 32 بحارًا.

وتحطمت السفينة في منطقة ذات أهمية ثقافية عميقة لشعب "تلينغيت" في سيتكا، ولذلك لم يهتم فريق البحث بإيجاد جثث من قتلوا، ويسعى الباحثون الآن إلى التحقق من موقع الحطام وموقع المخيم الذي عاش فيه الناجون حتى إنقاذهم.