تقنية "كريسبر" للتعديل الجيني

أحدثت تقنية "كريسبر" الناجحة للتعديل الجيني تحولات واسعة النطاق في علم الأحياء ، فقد أشارت الأبحاث الحديثة إلى أنها يمكن أن تحل محل حقن الأنسولين اليومية لمرضى السكري.
ووجدت الدراسة، أن فئران التجارب التي تم تعديل خلاياهم الوراثية لتنظيم هرمون الغلوكوز "GLP1"، اكتسبوا نحو نصف وزنهم عند اتباعهم نظام غذائي عالي الدهون مثل الحيوانات الأخرى ، كما يضيف الباحثون أن أجسامهم كانت مقاومة أقل للأنسولين. 

ويرتبط الوزن الزائد وانخفاض حساسية الأنسولين مع بداية الإصابة بمرض السكري ، فقد استمرت هذه النتائج لمدة ثلاثة أشهر تقريبًا ، مما يشير إلى أن الخلايا المعدلة وراثيًا يمكن أن تحل محل حقن الأنسولين لمرضى السكري. وأوضح الباحثون من جامعة شيكاغو، أن تكنولوجيا "كريسبر" تغير على وجه التحديد أجزاء صغيرة من الشفرة الوراثية ، خلافًا لغيرها من الأدوات المماثلة ، "كريسبر" يمكنها بشكل دائم التحكم في الجينات على مستوى الحمض النووي.

ويحذر المنتقدون من أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تستخدم في التحكم بلون شعر الجنين أو طوله ، فقد استخدم باحثون من جامعة شيكاغو تقنية "كريسبر" لتعديل الجين الذي يعبر عن هرمون الجلوكوز المنظم  "GLP-1"، والذي يعمل على إطلاق الأنسولين وإزالة لاحقة للغلوكوز الزائد من الدم ، ومع ذلك ، فإنه يستمر فقط لفترة قصيرة.

وعدل الباحثون الجين لإطلالة نشاطة ، وتم إدخال هذا الجين في خلايا الجلد لفئران التجارب، ثم تم ادخاله بعد ذلك في خلايا الفئران الذين كانوا يتبعون نظام غذائي عالي الدهون ، حيث أن الخلايا المعدلة تعمل على اكتساب أقل في الوزن ومقاومة للأنسولين. وتكشف النتائج التي نشرت في مجلة "الخلايا الجذعية" ، إن الفئران ذات الخلايا المعدلة وراثيًا تكسب نحو نصف وزنها ، كنظيرتها التي لم تعدل خلاياها ، كما تصبح أقل مقاومة للأنسولين.

ويعد الوزن الزائد وانخفاض حساسية الأنسولين من عوامل الخطر لمرض السكري ، واستمرت هذه النتائج لمدة ثلاثة أشهر ، مما يعني أن الخلايا المعدلة للجينات قد تكون بديلًا عن حقن الأنسولين. وقال الدكتور تيموثي كيفر ، خبير مرض السكري في جامعة كولومبيا البريطانية "لم اكن اتوقع أن التعديلات الجينية للخلايا سوف تحل محل الحقن المتكررة لعلاج الأمراض المزمنة."

وتعد تكنولوجيا كريسبر تعمل على تغير أجزاء صغيرة من الشفرة الوراثية على وجه التحديد ، خلافًا لغيرها من الأدوات المماثلة ، فهي تعمل بشكل دائم على التحكم بالجينات بالحمض النووي. ومع ذلك على عكس الأشعة فوق البنفسجية التي يمكن أن تؤدي إلى تغييرات وراثية عشوائية ، كريسبر تسبب طفرة في مكان محدد وبهذه الطريقة ، يمكن للباحثين "إيقاف" جينات محددة.