علاجًا جديدًا للسرطان

كشفت الابحاث العلمية الحديثة، عن علاج جديد للسرطان، مستخرجا من الخلايا المناعية للمرضى المتعافين من الأورام، والذي من المقرر إجراء اول اختبار له العام المقبل. وتستخدم هذه التقنية خلايا مناعية قوية تسمى "الخلايا المتعادلة" التي تشكل جزءاً من خط الدفاع الأول للجسم، ويتم حقنها فى أجسام مرضى السرطان.

ويعتقد الباحثون البريطانيون أن الخلايا "المتعادلة" هي السبب الرئيسي الذي يجعل أشخاص معينين لا يصابون بالسرطان المميت، ويطلق عليها "الخلايا المعجزة". وبعد التجارب على الفئران، تستعد شركة "ليفت بيوسينسس" البريطانية الآن لإجراء تجارب مبكرة لاستخدام العلاج على عدد قليل من المرضى، وقال "أليكس بليث"، الرئيس التنفيذي للشركة: "نحن لا نتحدث عن مجرد فكرة التعايش مع السرطان، لكننا ننظر إلى علاج جذرى يأخذه المريض مرة واحدة في الأسبوع على مدى خمسة إلى ستة أسابيع".وأضاف: "استنادا إلى مختبرنا ونموذج التجارب على الفئران، نأمل أن يتعافى المرضى من السرطان بالكامل، وهدفنا الرئيسي هو إنشاء أول بنك للخلايا المعتدلة القوية في العالم لمكافحة الخلايا السرطانية القاتلة".

ويركز الفريق - جنبا إلى جنب مع باحثين من كلية كينغز كوليدج - في البداية على سرطان البنكرياس، وهو من أكثر انواع السرطان القاتلة. واشارت "ديلي ميل" إلى انه يتم تشخيص حوالي 9,618 مريض في بريطانيا بسرطان البنكرياس كل عام، كما يتسبب المرض في وفاة 8,817 شخصا وتبلغ معدلات البقاء على قيد الحياة بسرطان البكرياس مدة خمس سنوات ما يعني أقل من 3 في المائة.وقد أظهرت الاختبارات الأولية أيضا أن الخلايا المعتدلة يمكن أن تقتل خلايا سرطان عنق الرحم.

وأوضح بليث ان الميزة الرئيسية للخلايا المعتدلة هو أنه يمكن زرعها في جسم أي مريض دون خوف من رفضه لها، والتي يمكن أن تظل في الجسم لمدة خمسة أيام فقط وتختفي قبل أن يتمكن الجهاز المناعي من الاستجابة والكشف عنها، واشار إلى انها تقتل الخلايا السرطانية بطريقتين إما مباشرة، عن طريق تدميرها  بالمواد الكيميائية والأجسام المضادة، أو بشكل غير مباشر عن طريق تجنيد الخلايا المناعية الأخرى.

وأن هناك أدلة على أن الخلايا المتعادلة تتمتع بكفاءة عالية وتقتل 95 في المائة من الخلايا السرطانية في غضون 24 ساعة. وقام فريق البحث بجمع آلاف الخلايا التي يتم التخلص منها كمنتج للنفايات من قبل بنوك الدم، لفحصها على نطاق واسع واختبار كفاءة الخلايا المتعادلة على قتلها. وأوضح البروفسور فرزين فرزانة، الذي يقود الأبحاث في كلية كينغز: "كنت متشككا في البداية عندما قمنا بأول تجربة، التي أعتقد أنه لم يتم القيام بها من قبل، فإنتاج هذه الخلايا المحددة مع قدرتها على قتل السرطان تعد فكرة لم تخطر على بالنا من قبل، ونحن متحمسون للنتائج الأولية".

التجارب الفعلية، التي من المقرر اجرائها في غضون عام، ستشمل مجموعة صغيرة من 20 إلى 40 مريضا بسرطان البنكرياس، أو ربما نوع نادر من سرطان الأنسجة الرخوة.وسوف يتلقى كل مريض علاجا أسبوعيا من الخلايا المعتدلة قوية. ويتطلب علاج المريض ما يقرب من 2.5 بليون خلية.