كشفت دراسة حديثة أن المرضى الذين يعانون من قرحات الساق التي يصعب علاجها، قد يكونون قادرين على الشفاء ببساطة عن طريق الضغط على الجرح, وقد أثبتت الدراسة أن الضغط، "الضماد الضيق" بالإضافة إلى الجوارب المطاطية التي تطبق الضغط المستمر لمحاكاة تدفق الدم، هو خيار فعال للكثير من أنواع القرح مما كان يعتقد سابقا.
 ويعاني نصف مليون بريطاني تقريبا من قرحة الساق, وهذا عادة يأخذ من 4-6 أسابيع للشفاء، فضلًا عن عدم الراحة، والتندب القبيحة الشائع, وتشير التقديرات إلى أن واحدا من 50 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 80 أو أكثر يتأثرون في أي وقت من الأوقات, وإذا تقرحت الجروح المفتوحة، فهي عرضة للبكتيريا، ويمكن أن تصاب بالعدوى إذا لم تعالج بانتظام, أما إذا تركت دون علاج، فإنها قد لا تلتئم، حيث أن هناك مرضى يعيشون بجروح مفتوحة لسنوات.
 وعادة ما يكون السبب في قرحة القدم أو الساق إما وريدي، وهي تلك الناجمة عن ضعف التدفق في الأوردة التي تنقل الدم من الأطراف إلى القلب، أو الشرايين، أي تلك الناجمة عن ضعف الدورة الدموية في الشرايين التي تنقل الدم إلى الأطراف، أو مزيج من الاثنين معا.
 وبينت الدراسة أن نحو 80 في المائة من القرحات الوريدية، يعد المعيار الذهبي لعلاج هذه القرحات هي ضغط الضماد, ومع ذلك، في ما يصل إلى 20 في المائة من الحالات كان المريض يعاني أيضا من أمراض شرايين طفيفة إلى معتدلة، أي مرض انسداد الشرايين الطرفية الذي يسمى (PAOD)، وهو ضعف الدورة الدموية في الشريان, ولكن هناك معضلة في استخدام علاج الضغط في علاج القرحة عند هؤلاء المرضى الذين لديهم مشاكل في الوريد، ويعانون أيضا من مشاكل الشرايين، إذ أن هناك قلق من أن هذا قد يسبب غرغرينا، أي موت الأنسجة حول القرحة.
 وأجريت الدراسة في عيادة باربانتيني، في لوكا، إيطاليا، التي وجدت أنه من الآمن استخدام ضمادات الضغط أو الجوارب على تقرحات القدم المختلطة، وهذا يعني أن المزيد من الناس سوف يكونون مؤهلين للحصول على هذا العلاج وكانت عينة الدراسة جميع المرضى الذين يعانون من قرحات الساق المختلطة والذي يعانون من مشاكل معتدلة في الشريان، والذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى.
 وكجزء من الدراسة، كانوا يعالجون كما لو أنها كانت فقط قرحة وريدية، مع حقن العلاج القياسي للأوردة الأساسية ومن ثم مع الجوارب الطبية الضاغطة الثابتة, وتعد ميزة هذا العلاج أن الضمادات الضاغطة متوفرة في جميع الصيدليات، ومتوسط ​​وقت شفاء المرضى من قرحة الساق لمختلطة كانت مشابهة، حوالي 24 أسبوع.
 وقال البروفيسور مارك وايتلي، استشاري جراحة الأوعية الدموية ومؤسس مؤسسة قرحة الساق الخيرية: "الضغط هو العلاج الأكثر أساسية لقرحة الساق الوريدية، إذا ما اتبعنا إرشادات الاستخدام الصحيح للضغط", في المقابل كان يتم رفض علاج هؤلاء الناس، ولكن أكدت البحوث على أنه يمكن مساعدتهم، ويحتمل أن تكون معالجتهم على المدى الطويل.