دراسات جديدة تفصح عن استخدام الليزر الطبي في علاج ألام الفم

يعتبر الليزر الطبي المستخدم لعلاج آلام المفاصل أحدث سلاح في المعركة ضد حالة الإنهاك التي تسبب للمرضى الشعور كما لو أن هناك حريق في أفواههم، وأثبتت عملية الليزر فعاليتها أكثر من الدواء التقليدي المستخدم لعلاج الحالة الغامضة، والمعروفة باسم متلازمة حرق الفم(BMS)، وفقا لبحث جديد، ويعتقد خبراء الليزر أنه قد يعمل من خلال التسبب في إطلاق مركبات التخلص الطبيعي في الجسم، والهرمونات.

ويوصف ألم BMS  من قبل الذين يعانون من الحرق، بأنه يسبب السمط أو الوخز، وعادة ما يكون في الشفتين أو اللسان أو أكثر انتشارا في الفم، وتشمل الأعراض الأخرى جفاف الفم، والتنميل أو الإحساس بتغير الطعم، حيث تجد أن بعض الأعراض تزداد مع الحديث أو عند تناول الأطعمة الحارة أو الحرارة، وينصح بتجنب بعض الأطعمة لتجنب الألم.
 
وأكد أستاذ جراحة الفم في كلية كينغز في لندن والذي يقدم العلاج بالليزر للمرضى لأول مرة، تارا رينتون،  : "إن BMS  هي حالة يصعب علاجها، فالمرضى الذين يعيشون مع الألم اليومي المستمر يمكن أن يستمروا به لسنوات، ولا يعرف السبب، رغم أنه قد يكون هناك تغييرات تبعث الدفء في الفم، وإشارات باردة وطعم في الدماغ، مما يؤدي إلى ألم الاعتلال العصبي أو العصبية"، وأضاف: "لا يوجد علاج، وغالبا ما يتبع المرضى الوجبات الغذائية الخالية من الحليب والعصيدة للحد من آلامهم"، مشيرًا الى أن الحالة أيضا يصعب تشخيصها لأنه لا توجد اختبارات خاصة بالفم تبدو طبيعية، لذا يجب أن تجرى التحقيقات لاستبعاد المشاكل الطبية بما في ذلك فيتامين B و D وأوجه القصور في الزنك والحالات العصبية، فصعوبة التشخيص هي السبب في اختلاف التقديرات حول انتشار الحالة على نطاق واسع، ولكن النساء هن 20 مرة أكثر عرضة للتشخيص بالحالة من الرجال، لا سيما قرب انقطاع الطمث.

وأوضح رينتون أن جرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب ، ومكافحة مصادرة الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي فعالة في بعض المرضى، ولكن في دراسة جديدة أقر أطباء الأسنان استخدام العلاج بالليزر منخفض المستوى لعلاج تلك الحالة، بينما تستخدم نفس جرعات الليزر الطبية والتي تنبعث منها أشعة منخفضة الطاقة التي لا تسبب تدفئة كبيرة في الأنسجة، في علاج مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي، بما في ذلك ألم الوتر والكتفين المجمدين.

وشارك في التجربة 33 مريضا، أعطي لنصفهم الدواء، والباقي تعامل مع الليزر المحمول باليد، وتعرضوا لشعاع من الضوء بقدر 2 ملم في المناطق المؤلمة بالفم لمدة عشر ثوان، وتعرض كل مريض لعشر جلسات كعلاج على مدى خمسة أسابيع، فبعد 3 أسابيع من العلاج، كانت درجات الألم في المجموعة التي عوجلت بالليزر انخفضت إلى ما يقرب من النصف أكثر من هؤلاء الذين وصف لهم الحبوب. إلى جانب أنهم لم يعانوا من أي آثار جانبية بعد ثلاثة أشهر من العلاج، مقارنة مع واحد في ثلاثة ممن عولجوا بالحبوب والذين اشتكوا من الدوخة، والحمى والصداع وفقدان الشهية.

وأفاد رينتون: "يبدو أن الليزر يعمل بفعالية، لكننا لسنا متأكدين من الآليات المعنية. وكان يعتقد أن متلازمة حرق الفم بسبب وجود مشكلة نفسية، ولكن أدلة متزايدة تشير إلى أنه من المرجح أن يكون أكثر تعقيدا، فنحن نرى تغييرات في الألياف العصبية في الفم وبعض الاختلاف بين المرضى والأصحاء"، ولكن يبقى السؤال حول ما إذا كان هذا يرجع إلى التغيرات في الجهاز العصبي المحيطي أو المركزي.