علماء يعلنون أن السمنة تزيد من مخاطر التراجع في أداء القلب عند الشباب

حذر بعض العلماء من أن المراهقون ذوي الوزن الطبيعي، وفي منتصف أعمارهم، قد يعانون من مخاطر قصور القلب، وفقا لأدلة جديدة مثيرة للدهشة، حيث ان المراهقين ذوي مؤشر كتلة جسم طبيعي من 18.5-20 وحتي 25، قد يواجهون خطر متزايد من المعاناة من مشاكل في القلب والشرايين، وعلى الرغم من أن الباحثين تراجعوا من قبل، إلا أنهم وجدوا نتيجة أقل استغرابا بأن هذا الخطر يرتفع بشكل حاد لخطر يقرب من 10 أضعاف عند أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة جدا، أي الذين مؤشر كتلة جسمهم يقترب من 35 أو أكثر.

ووجد الباحثون أن الرجال ذوي مؤشر كتلة جسم من 20 فيما فوق، قد يعانون من مخاطر فشل القلب بنسبة 16 في المائة مع كل وحدة مؤشر لكتلة الجسم، وجاءت تلك النتائج بعد تعديلات العوامل التي يمكن أن تؤثر عليها، مثل السن أو سنة التجنيد للقوات المسلحة السويدية، أمراض أخرى، التربية الوالدية، وضغط الدم، معدل الذكاء، وقوة العضلات واللياقة البدنية.

وأكد الدكتور أنيكا روزنغرين، أستاذ الطب في أكاديمية ساهلجرينسكا في جامعة غوتنبرغ، الذي قاد فريق البحث: "على الرغم من أن معظم الدراسات تركز على تحديد الوزن الطبيعي والتأكد من وجود مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و 25، ربما هذا ليس تعريفا مناسبا في الشباب، فمعظمهم بدناء بشكل طبيعي، وقد يكون هذا السبب في أننا نرى زيادة في خطر الإصابة بقصور في القلب"، وأوضح: "ومع ذلك، كان من المدهش أن نرى زيادة كبيرة جدا في خطر زيادة وزن الجسم فوق مؤشر كتلة الجسم لـ20، وبالنظر إلى الاتجاه العالمي لزيادة عدد المراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى وجود فشل في القلب عند الذين وقعت عليهم هذه الدراسة في متوسط ​​سن مبكرة نسبيا من حوالي 47، وقد يصبح خطرا كبيرا على الصحة في جميع أنحاء العالم. وهذا يساعد على إبراز الحاجة الملحة للعمل في جميع أنحاء العالم على الحد من وباء السمنة".
 
وتشمل الخطة التي ينبغي أن تتبناها الحكومات وكذلك الأفراد، خلق بيئة لا تشجع على زيادة الوزن والسمنة، والتي تشجع الناس على الاستقرار وعدم تناول الطعام أكثر مما يحتاجون، ويعد هذا أكثر أهمية من إزعاج الناس باتباع نظام غذائي مهما كان شكلهم، حيث أن زيادة الوزن والسمنة هما أصعب بكثير من معالجتهما، وحتى وقت قريب، كان القانون السويدي يلزم جميع الرجال البالغ عمرهم 18 عاما بالإنخراط في القوات المسلحة، وبين عامي 1968 و 2005، كان ما مجموعه 1810348  من المجندين قد خضعوا لمجموعة من الفحوصات الطبية والمعرفية.

ووفقا لهذه الدراسة، حلل الأستاذ روزنغرين وزملاؤه بيانات 1610437 من المجندين، وقد تتبعوا الرجال من الوقت الذي تم تجنيدهم فيه، 18 سنة، لمدة تتراوح بين 5 إلى 42 عامًا، وكان متوسط ​​متابعة الوقت 23 عاما، خلال ذلك الوقت، تم قبول 5482 من الرجال في المستشفى لقصور القلب، حيث بلغ متوسط ​​العمر عند التشخيص إلى ما يقرب من 47 عاما، وكان الرجال الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم من 20 حتي 22.5 في وقت التجنيد على 22 في المائة زيادة في خطر المعاناة من قصور القلب، مقارنة مع أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم بين 18.5 و 20، حيث اتخذوا العوامل الأخرى بعين الاعتبار.

وتضاعف هذا الخطر تقريبا لذوي مؤشر كتلة الجسم 22.5 إلى 25، وأكثر من ثلاثة أضعاف لأولئك الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم بين 25 و 27.5، وزاد الخطر لأكثر من ستة أضعاف عند أولئك المصنفون على أنهم بدناء، مع مؤشر كتلة الجسم من 30 إلى 35، وكان ما يقرب من 10 أضعاف للبدناء جدا، ذوي مؤشر كتلة الجسم من 35 أو أكثر، وقال الباحثون أن نتائجهم تقترح أن هناك إجراءات وقائية يجب اتخاذها في وقت مبكر من الحياة، وقال البروفيسور روزنغرين: "تهدف المبادئ التوجيهية للوقاية الحالية لتوجيه الأطباء في علاج المرضى الذين يعانون من العوامل التي قد تضعهم في زيادة مخاطر مشاكل القلب والأوعية الدموية في غضون العقد القادم أو نحو ذلك".