الفنان التشكيلي رشيد بومزوغ

أكد الفنان التشكيلي رشيد بومزوغ على ضرورة تفعيل شعار "الفن للجميع"، ودعا إلى العرض بطرق مختلفة عن النمط التقليدي، والوصول إلى العموم بتقريب الفن منهم، وجعله في متناولهم. ويسعى بومزوغ إلى بعث رسائل محفزة وتغيير سلوك المواطنين، إلى الأفضل عن طريق الفن عبر أعماله التي يختار لها أماكن في الشارع العام، خاصة في البؤر المهمشة، التي يغير واقعها من القبح إلى الجمال، واختار هذه المرة أن يرسم بألوان حية في مكان كئيب على أنقاض مصنع للنسيج، تم هدمه في مدينة قصبة تادلة، بوابة الأطلس المتوسط.

وأضاف بومزوغ في تصريحات خاصة إلى "صوت الإمارات"، أن الفكرة راودته لأنه حزن أولا على إغلاق المصنع، وتشريد العشرات من العائلات، ثم هدمه في مرحلة ثانية، لتبقى أطلاله خادشة للجمالية التي تبحث عنها العين، ولذلك يربط الفنان بين أغنية "الأطلال" لكوكب الشرق، وبين أطلال المصنع، ويجسد الراحلة "أم كلثوم" على جدار منقض وسط أكوام الركام.

ووسط هذا الفضاء الشاسع المليء بالحزن والألوان الباهتة، يختار بومزوغ اللونين الأحمر والأسود لخلق تجاذب بصري، وفرض قوة بصرية من أجل إثارة عين المتلقي وتحفيزه، لمحاولة قراءة الصورة والوصول لمعنى الرسالة، هذه الرسالة التي يبعثها رشيد في نفس الوقت لزملائه الفنانين التشكيليين، ويقول لهم "كفى من الأروقة واحتكار الفن" فالفن للجميع، ويشير إلى أن كل الفضاءات صالحة للعرض، لذلك وجب إيصال الفن لعموم الناس، بدلًا من دعوتهم لزيارة معارض مغلقة.