وقع الشاعر زياد المحسن ديوانه الجديد "غبار ..لم تنته الريح من كتابته" في مقهى شعبي، وسط العاصمة اليمنية صنعاء، احتجاجًا على ما وصفه بـ"تهميش وزارة الثقافة والمؤسسات ذات العلاقة للأدباءو المثقفين".وقال في حديثه إلى "مصر اليوم": "إذا أردت أن تقيم حفل توقيع كتاب برعاية وزارة الثقافة فقد تحتاج إلى سبعة أشهر من الانتظار والمعاملة، فالمثقف يقع في الدرجة الأخيرة من سلم اهتماماتهم". مطالبًا، في السياق ذاته، وزارة الثقافة في بلاده بـ"القيام بعملها الذي أُنشئت من أجله"، والمتمثل، حسب قوله، في "رعاية الأدباء والمثقفين والالتفات إلى معاناتهم ومساعدتهم على تقديم أفضل ما عندهم ليقوموا  بدورهم تجاه المجتمع اليمني". وأكد زياد المحسن، الفائز بجائزة صدى القوافي التي نظمتها الفضائية اليمنية وجائزة شاعر جامعة صنعاء، "أن لجوء الشعراء والفنانين اليمنيين إلى المقاهي الشعبية والمقابر لإقامة فعالياتهم الثقافية يُعد احتجاجًا صارخًا وصفعة قوية في وجه الحكومة اليمنية ومؤسساتها الفكرية والقطاع الخاص".وأشار "إلى أن ثمة ثورة ثقافية تعتمل في مثل هذه الأماكن، وأن المستقبل سيشهد حراكًا ثقافيًا مختلفا ًبعد أن نجح الأدباء في التخلص من بروجهم العاجية ،حسب وصف الشاعر، والاحتكاك المباشر بالجمهور، "ما سيجعل الشعراء يعيدون حساباتهم مع القصيدة، خاصة وقد خذلهم الجميع ولم يتبق لهم إلا الجمهور" داعيًا أدباء ومثقفي اليمن إلى تشجيع هذه الظاهرة باعتبارها "الملاذ الأخير أمام شعراء و فناني ومثقفي اليمن في ظل انعدام الخيارات الأخرى". وفي حين هاجم المحسن في حديثة لـ" العرب اليوم" الحركة النقدية في اليمن والتي وصفها بـأنها "كتابات في إطار المجاملات،وإن وجد فهو ليس أكثر من نقد انطباعي" حمل أيضا النُقاد حالة الجمود والتكرار والنسخ والنفس الواحد عند كثير من الشعراء، مسببًا ذلك "بغياب المتابعة النقدية المنهجية والأكاديمية التي تبين مواضع الضعف والاجترار عند الشاعر وبالتالي تقوم اعوجاجه و تجود تجربته الشعرية".