صورة من المدرسة الصيفية كينغ إدوارد

فاز الطالب عثمان رجا (17 عامًا) بمكان في مدرسة كينغ ادوارد المستقلة للبنين في ادغباستون، ولا زال عثمان يذكر الزي المدرسي الذكي الذي أثار العديد من التعليقات في شوارع أستون في برمنغهام حيث يقيم، ويقول عثمان " بالنسبة للكثيرين ممن نشأت معهم تعد هذه المدرسة حلمًا في الأفق بعيدًا عن عالمنا، لكنى أتذكر إجراء مقابلتي هنا عندما سألوني لماذا أردت المجيء إلى هنا، قلت لهم أنني عندما دخلت من الأبواب علمت أن هذا هو مكاني"، ويذهب عثمان إلى الصف السادس الشهر المقبل، ويقضي الأسبوع الأول من عطلته في العمل كمعلم في المدرسة الصيفية لكينغ إدوارد ويشجع الأخرين على أن يحذو حذوه، وذلك بهدف فتح الأبواب ل 135 طالب في عمر 10 سنوات يأتون من خلفية محرومة، ليعلموا أن التعليم الثانوي يمكن أن يغير حياتهم.

وأضاف المعلم لوكيش جين " إنهم يسألون أسئلة كثيرة لكنهم ينظرون لنا بخلاف نظرتهم للمعلمين، ولكن كأشخاص جيدين لأننا استطعنا القيام بذلك"، وفي النقاش الدائر حول دور المدارس المستقلة التي تشكل 7% من نظام التعليم لدينا فغالبا ما تتهم هذه المدارس بالمساهمة في عدم المساواة في المجتمع بين من يملكون ومن لا يملكون وفقا لما ألمحت إليه تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية، وتعويضا عن هذه الانتقادات أنشأن المدارس خطط للمساعدة في دفع الرسوم في السنوات الأخيرة فضلا عن توفير أماكن مجانية في المدارس، وفي مدرسة كينغ إدوار جمع الرئيس العام جون كلوغتون 10 مليون أسترليني من التلاميذ السابقين للتأكد من أن ثلث ال 120 تلميذا الذين تأخذهم المدرسة سنويا لن يدفعون شيئا أو يدفعون جزء من الرسوم يقدر ب 12 ألف أسترليني سنويا، إلا أن كلوغتون سيتقاعد هذا العام بعد 10 سنوات في منصبه، حيث تعد هذه الخطة مجرد نقطة انطلاق لمعالجة تحدي الحراك الاجتماعي.

وأضاف كلوغتون " هناك العديد من المدارس المستقلة التي تقدم أماكن مساعدة لكنها تعلن بعد ذلك أنه من الصعب ملء هذه الشواغر، ليس من الجيد فقط إتاحة هذه الأماكن ولكن يجب أن تبدو فرصة حقيقية للتلاميذ المحتملين، أريد أن يعلم الأطفال في جميع أنحاء برمنغهام أن هذا هو مكان غير عادي للتعلم ومدرسة مستقلة عادية جدا"، ويقول كين (10 سنوات) التلميذ في المدرسة الصيفية " أعتقد أنها ستكون عملا شاقا لكنها ممتعة"، بينما أوضح التلميذ سكوت أنه يستمتع بفصل الرياضيات، وأنه يريد أن يصبح عالم فلك، حيث دخل اليوم مختبر العلوم لأول مرة.

وبين توم أربيوثنوت الذي يدير برنامج التوعية في مدرسة كينغ إدوارد أن المدرسة الصيفية تفسر جهد كبير لرفع الطموح التعليمي في أنحاء المدينة بأكملها، مضيفا " ما تقدمه المدارس المستقلة الجيدة هو التميز، ونريد أخذ هذا التميز ونشره مثل الغبار السحري على العديد من الأرواح الشابة"، ويقضي تلاميذ الصف السادس مثل عثمان ولوكيش فترة بعد ظهر الجمعة في الذهاب للمدارس الابتدائية في جميع أنحاء برمنغهام لعمل مسابقات الرياضيات وتشجيع الطلاب على أن يبذلوا قصارى جهدهم، ويتفق توم على تميز مدرسة كينغ إدوارد باعتبارها جزء من مؤسسة مكرسة لخدمة المدينة بأكملها في برمنغهام حيث لا تقيم فقط مدرسة مجانية للبنين والبنات، لكنها تقدم برامج لتعليم قواعد اللغة وأكاديمية أيضا، ولذلك فهي توفر نحو ألف مكان سنويا  للتلاميذ الذين لديهم الطموح للحصول على تعليم جيد بغض النظر عن ظروف وطنهم، وأقنع هذا النهج الممول الناجح  وسيم رحمن  بدعم مشروع التوعية.

وأوضح رحمن " مجرد تمويل الأماكن بالمساعدة يعد حل للمشكلة الخاطئة فالتحدي الحقيقي هو تسوية الملعب، للذكور من خلفية مثلي الذين يزيد عمرهم عن 11 عامًا لا تزال برمنغهام تدير نظام ثانوي انتقائي"، وقدّر الآباء الباكستانيين لرحمن واللذان كانا يدران متجر في أستون قيمة التعليم للغاية، لكنهم لم يعلموا كيف يعدون نجلهم ل 11+ ولذلك فشل وذهب إلى مدرسة حكومية محلية، ولكن لحسن حظه نجح في التسلل إلى مدرسة كينغ إدوارد الصف السادس ما قاده إلى الحصول على درجة في الرياضيات في جامعة كامبردج، واضاف رحمن " جئت من خلفية مشابهة لهؤلاء الأطفال وأعلم كيف يمكن للتعليم أن يغير حياتك، وإذا كان والديك مشغولين عن إرشادك أو لا يألفون هذا النظام يجب أن يكون هناك شيء يشعل الطموح التعليمي، وهذا هو ما تدور حوله التوعية".